عندما بدأت حركة الاهتمام بتعليم الموهوبين، أشارت معظم الكتب والدراسات - كدراسة تيرمان الطولية (1921-1945)، ودراسة هولنغورث (Hollingworth 1932) إلى أن الموهوبين يوصفون بالقدرة على التكيف الاجتماعي والانفعالي المرتفع، مقارنة مع أقرانهم ذوي القدرات المتوسطة.
ونتيحة لذلك كانت حركة الاهتمام بالحاجات الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين بطيئة نسبياً، بالمقارنة مع الاهتمام بالنواحي الأكاديمية، بالإضافة إلى وجود بعض المعتقدات الاجتماعية الخاطئة عنهم، تتمثل في أنهم فئة متميزة وقادرة على شق طريقها في الحياة بقوة ويسر، ولا يمكن أن تتعرض للمشكلات، وهي الأقدر على تطويع البيئة المحيطة، والتكيف معها بشكل أفضل من الآخرين.
ومع تطور حركة تربية الموهوبين، وتطور الاهتمام بالحاجات الانفعالية والاجتماعية للطلبة الموهوبين، زاد الاهتمام بالطفل الموهوب، ليكون عضواً مساهماً وفاعلاً في تطوير مجتمعه، وبالمقابل تشير الدراسات إلى أن هناك نسبة لا بأس بها من الأطفال الموهوبين يتسربون من المدارس، وتشير دراسات أخرى إلى أن بعضهم يعاني من تدني التحصيل، ومنهم من يعاني من الاكتئاب، وغيرها من الضغوطات التي قد تنبع من وجود معتقدات غير منطقية تدور حولهم وحول مواهبهم، وما يتبعها من ممارسات قد تشكل ضغطاً على مثل هؤلاء الطلبة ولا تسهم في تلبية حاجاتهم، مما قد يؤدي إلى نشوء مشكلات عدة انفعالية واجتماعية وأكاديمية.
وفي الحقيقة فإن أغلب الطلبة الموهوبين قد لا تكون لديهم القدرة على أن يشقوا طريقهم بأنفسهم، على الرغم من امتلاكهم لبعض القدرات، إلا أنّ معظمهم لا يستطيعون إظهار هذه المواهب وتطويرها دون مساعدة الآخرين، فهم بحاجة إلى خدمات أكاديمية وكذلك انفعالية من خلال فهمهم وتقبلهم ودعمهم، إذ أكدت دراسة فريمان (1991) أنّ التطور الانفعالي للأطفال الموهوبين ضمن العلاقة بين البيت والمدرسة يشوبه بعض المشكلات الانفعالية التي لا تعود إلى قدرات الموهوبين بحد ذاتها، ولكن إلى معتقدات الآخرين عنهم وممارستهم غير الداعمة، كصراع الأهل وتوقعاتهم المختلفة حول أطفالهم الموهوبين.
وقد أدت نتائج مثل هذه الدراسة واهتمام عدد من الباحثين بدراسة الحاجات الاجتماعية والانفعالية للموهوبين، وقضايا المرأة الموهوبة، والموهوبين من ذوي التحصيل المتدني، والموهوبين من أبناء الريف والمناطق الأقل حظاً، والموهوبين من ذوي الإعاقة؛ إلى زيادة الاهتمام بتطوير برامج إرشادية للموهوبين، تساعد على الوقاية من الوقوع في المشكلات المختلفة، وتعمل على تقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة في حالة وقوعها.