هناك استراتيجية أخرى تقضي بتطوير قدرتك على التفكير الإبداعي ، وتتمثل في تحويل الانتباه من جانب صغير لحالة معينة، أو أحد مظاهر مشكلة ما، إلى جانب أو مظهر آخر. فعند قيامك بكتابة تقرير حول تأثيرات الإدمان على تعاطي المخدرات على سبيل المثال، يمكنك التركيز على التأثيرات الشرعية والاجتماعية لهذا الإدمان، مثل تأثير الإدمان على المخدرات على الناحية الإنتاجية وكلفته بالنسبة للأعمال والمشروعات التجارية، أو تأثيره على برنامج الرعاية الصحية على مستوى البلاد. يمكن أن يؤدي تحويل الانتباه من هذا النوع من الاعتبارات الشمولية إلى مظهر جزئي أصغر حجماً إلى توليد أفكار إضافية.
يمكن لك أن تتأمل في كِلَفِة الإدمان على المخدرات وتأثيراتها على عائلة المدمن وأصدقائه – وكذلك على علاقاته الشخصية. كما يمكنك أن تنظر في تأثير المخدرات على المدمن أو المدمنة من الناحيتين الجسدية والنفسية. باستطاعتك أن تقوم بعملية تحويل أخرى من تأثيرات الإدمان على المخدرات إلى أسبابه. إن النظر في الأسباب يدفع بتفكيرك إلى اتجاه آخر؛ فهو يولد أفكاراً جديدة من خلال مقاربة المشكلة أو الموضوع من زاوية مختلفة. يمكن أن تتساءل لماذا يلجأ بعض الناس إلى المخدرات في المقام الأول. ليس من المهم أبداً أن يتضمن تقريرك في نهاية المطاف كل هذه التفصيلات. لكن المهم هو الخروج بجملة من الأفكار التي تستحق أن تكون موضع دراسة وتمحيص.
يشير مايكل ميكالكو إلى هذا النوع من التحول بصفته تغييراً في "الأوضاع الإدراكية." فهو يرى أن أوضاعك الإدراكية لا تؤثر في الطريقة التي ترى فيها الأشياء وحسب، بل إنها ترسم حدودها كذلك. إن قيامك بتدوير أوضاعك الإدراكية من أجل أن ترى الأشياء من منظورات متعددة، يُعدُّ عادة مفيدة يجب تطويرها بشكل خاص. يعطينا ميكالكو التجربة العقلية التالية كمثال على ما يعنيه