كيف تستطيع تطوير مهارات التفكير الناقدة لديك؟ ما الذي تحتاج أن تقوم به بانتظام ومثابرة كي تصبح مفكراً نقدياً؟ تستطيع أن تعمل على تطوير السمات العقلية التالية التي كانت من بين ما أشار إليه كل من ريتشارد بول وليندا إيلدار (2009) في كتابهما بعنوان "الدليل الموجز للتفكير الناقد: مفاهيم وأدوات".
-النزاهة العقلية لها علاقة بالأمانة، وبمواجهة الحقائق كما هي؛ وليس كما يحلو لك أو تتمنى أن تراها. تتضمن النزاهة العقلية الالتزام بمعايير صارمة للأدلة والبراهين، سواء كان ذلك من وجهة نظرك أم من وجهة نظر الآخرين.
-التواضع الفكري يتطلب منك أن تعترف بأن المعرفة -غالباً- ما تكون معقدة، وأن القضايا هي أيضاً معقدة في أغلب الأحيان، وأنك لا تعرف بقدر ما تظن أنك تعرف. التواضع في المسائل العقلية يتضمن البعد كلياً عن العجرفة والتمركز حول الذات، في الوقت الذي تعترف بمحدودية معرفتك.
-روح المثابرة العقلية تتطلب منك الإصرار على طرح المشكلات المستعصية والأسئلة الصعبة، وعدم الاستسلام عندما تكون إحدى المشكلات التي تواجهها عصية على الحل السريع والسهل. إنها تتطلب امتلاك روح المثابرة في مواجهة التشوش والإحباط، والرغبة والاستعداد للعمل ضمن ظروف فيها الكثير من التحديات المعقدة وعلى امتداد فترات طويلة.
-الشجاعة العقلية تتطلب منك التزاماً بأفكارك وبالأدلة التي تدعم معتقداتك حتى عندما لا تكون مثل هذه الأفكار وهذه المعتقدات تحظى بإيجابية وقبول لدى المجتمع من حولك، وتمثل فقط قلة من المؤيدين؛ وحتى عندما لا تكون تمثل إلا رأياً فردياً خاصاً بك وحدك. تتطلب منك أيضاً الاعتراف بالأفكار المناقضة حتى لو كانت تلك الأفكار غير مريحة بالنسبة لك؛ أو أنها تختلف عن أفكارك ومعتقداتك التي اعتدت عليها وتشكل تحدياً مناوئاً لها.
-التعاطف الفكري يتطلب منك تقدير منظورات الآخرين وآرائهم حتى وإن اختلفت معهم في الرأي. أن تكون متعاطفاً فكرياً يعني أن تكون مستعداً وراغباً في أن تنظر إلى قضية ما، بعينيْ صاحبها؛ وهي تتطلب أيضاً القدرة على الاستماع بعقل منفتح إلى الآخرين واستيعاب كيف ولماذا يفكر الآخرون ويشعرون بالطريقة هذه أو تلك.
-الاستقلالية العقلية تشير إلى قدرتك على التفكير بشكل منفرد ومستقل؛ أي التفكير استناداً إلى ملكاتك الشخصية وتحمل مسؤولية ما تفكر فيه. إنها تتطلب منك ليس فقط أن تعرف ما تفكر فيه، بل لماذا تفكر فيه على هذا النحو؟ كيف توصلت إلى هذه الأفكار؟ وما الدليل على صحتها؟ والأسباب التي حدت بك إلى تبنّيها؟
المصدر:
كتاب"كتاب التفكير الناقد والإبداعي "