يشير التمييز بين التفكير التقاربي والتفكير التباعدي إلى وجود قطب ثنائي، لكن من المحتمل أن يكون التفكير التباعدي والتقاربي نهايتين لمتصل واحد (Eysenck, 2003). وهذا معقول جدًا عندما نعرف أن الفروق الفردية تميل لأن تقع على متصل، ويتضح لنا ذلك بجلاء عند تفحص أسئلة التفكير التباعدي المختلفة. وسنكون أكثر دقة أيضًا لو اعتقدنا أن حل المشكلة يتضمن كلاً من التفكير التقاربي والتباعدي، فمن الصعب أن تجد في البيئة الطبيعية مشكلة يعتمد حلها كليًا على أي واحد منهما دون الآخر، ففي معظم الأحيان تجد أن كلاً من التفكير التقاربي والتفكير التباعدي مفيدان في حل المشكلة.
لا يعد التفكير التباعدي مرادفًا للتفكير الإبداعي، لكنه يخبرنا عن العمليات المعرفية التي قد تقود إلى حلول وأفكار أصيلة، فلا عجب إذن أن تكون اختبارات التفكير التباعدي هي الأكثر استخدامًا لتقدير الأفكار الإبداعية الكامنة، فلهذه الاختبارات قاعدة نظرية صلبة سواء في نموذج بنية العقل، أم في النظرية الترابطية، كما أنها تتمتع بصدق وموثوقية عالية، ويمكن تفسير نتائجها استنادًا إلى كمّ وافر من الأدب المتعلق بها.
ويمكن تعديل اختبارات التفكير التباعدي بحيث تستعمل كتمارين، وليس كاختبارات، في البرامج التدريبية والصفوف الدراسية والمؤسسات.