المساقات التعليمية الجماعية المفتوحة على الإنترنت MOOC
 
تعدُّ المساقات والدروس الجماعية الإلكترونية التعليمية المفتوحة المصدر في الإنترنت Massive Open Online Courses ( (MOOC ظاهرة حديثة العهد في حقل التعلم عن بُعد، وترتبط بصورة وثيقة بمُثُلِ التعلم الذاتي، وقد رأى كينْ أنها إحدى أهم التجارب على صعيد التعلم والتعليم العالي [أي بعد التخرج]، وقد تكون جديرة بأن توصف بنقطة الانقلاب في طرائق التعلم والتعليم عن طريق الإنترنت. إن تلك الوسائط التعليمية جديدةٌ نسبيًّا ولا تزال في مرحلة التطور؛ إذ لا تنفك تَظهر صور جديدة، وتُسْتخدم أنواعٌ جديدة، وأهم ما يميز هذا النوع من الوسائط التعليمية هو: إمكانية الوصول إليها، وقابلية التوسع؛ إذ ليس من الواجب تسجيل المشاركين، أو في الواقع المتعلمين الفاعلين، على أساس دائم، ولا يُطلب إليهم دفع التكاليف الاعتيادية، أضف إلى ذلك أن هذا النوع من الوسائط التعليمية مُصمم ليدعم عددًا كبيرًا من عمليات الالتحاق.
 
وعلى الرغم من أنها كانت تتنافس مع مبادرات مماثلة أخرى عدة في نهاية العقد الماضي، فلم تحظَ الوسائط (MOOC) بشعبية واسعة إلا عندما اجتذب مقرر الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد، في فصل الخريف الدراسي لعام 2011م، ما يقارب مائة وستين ألف طالب. ومؤخرًا، أسس أستاذان من جامعة ستانفورد شركة ربحية (على الرغم من أنها لا تجلب الكثير من العائد المادي حاليًّا) أسمياها كورسيرا. وتتألف كورسيرا من منصة تضم نخبة الجامعات الدولية، وتضم من بين جامعات أخرى جامعة برينستون، وجامعة لوزان الفيدرالية المتعددة التقنيات، وجامعة تورنتو، وجامعة كولومبيا، وجامعة براون، وجامعة ملبورن. 
 
وتشجع الوسائط التعليمية صورة من صور التعلم المستقل الذي يتصف بأن: التعلم وتطوير المعرفة هما نشاطان متنازعان؛ والتعلم هو عملية ربط نقاط التقاء متخصصة أو مصادر معلومات، وقد يكمن التعلم في الأدوات غير البشرية، والتعلم استباقي لدرجة أنه من الأكثر أهمية إدراك أن ثمة معرفة أكبر مما هو مصنف حاليًّا، ومن المهم تغذية الروابط والحفاظ عليها لتيسير عملية التعلم المستمر؛ ولذا تعدُّ القدرة على إنشاء الروابط بين الحقول المعرفية والأفكار والمفهومات مهارةً جوهرية، أما الإجراءات الأساسية ذات الصلة التي تميز الوسائط فتتضمن: التراكم؛ إذ على خلاف الوسائط التقليدية بمحتواها الجامد وتعريفها السابق، يوضع المحتوى الجديد بصورة دائمة على صفحة الشبكة التي يسهل الوصول إليها، بالاعتماد على التفاعل بين المعلمين والطلبة، وإعادة الخلط لتُدمج المواد المصممة خصيصًا لمقرر ما، مع أي من المواد المتوافرة الملائمة التعديل، وهنا يُعاد تصميم المواد الناتجة بصورة مستمرة على وجه خاص، يمكن لكل مشترك الاستفادة منه عندئذٍ لتحقيق أهدافه؛ وبعد ذلك يأتي التشارك؛ إذ من الممكن الآن مشاركة المواد التي أُعيد تصميمها مع المشاركين الآخرين.
 
 
 
 
المصدر:
كتاب"التعليم للابتكار والتعلم للمستقبل" من إصدارات موهبة العلمية
 
أخر تحديث : الخميس - 08/08/1438
1682عدد المشاهدات