الاكتشاف والإبداع
هناك مصطلح ملازم للإبداع وهو الاكتشاف، ويسهل في بعض الأحيان تمييزه عن الإبداع، على الأقل عندما يقتصر الاكتشاف على الاستكشاف الجغرافي؟. وفي الحقيقة إن كل اكتشاف نشط يفترض نوعًا من البحث.
 
وهكذا فإن بعض الاكتشافات لا علاقة لها بالجغرافيا، فهي استكشاف لعالمنا الذي نعيش فيه، و"العالم" طبعًا يحتوي على جزيئات صغيرة ذرية، ومجالات أخرى لا ترى بالعين المجردة، وكذلك يحتوي على وجودنا النفسي والروحي (كالوعي مثلاً). دعنا ننظر إليه كما يلي: كثيرًا ما يكتشف العلماء أشياء جديدة، وهم يدرسون كل شيء، الأمر الذي يدخل الإبداع مرارًا وتكرارًا في عملهم بطريقة أو بأخرى. إن الشيء الفريد الخاص بالاكتشاف هو أن شيئًا ما قد وجد، ولكن هذا الشيء قد يصبح أسلوبًا أو تقنية جديدة، أو عملية جديدة أو فكرة جديدة. وحتى لو كان الاختراع لا يكشف عن شيء جديد، فإن التفكير الذي قاد إليه أو الذي يدرك أو يعترف بقيمته قد يعتمد كثيرًا على الإبداع. لنذكر هنا أفكار "روت - بيرنشتين" (1989) بشأن الاكتشاف (انظر الفصل العاشر)، حيث ظهرت علاقته مع الإبداع بوضوح. ولعل من الأفضل ترك الموضوع على هذا النحو: يقود الاكتشاف في الغالب إلى العثور على شيء، بدلاً من إيجاده من العدم، ولكنه -غالبًا- ما يعتمد على التفكير الإبداعي وعلى العملية الإبداعية اعتمادًا كبيرًا.
 
 
 
 
 
المصدر:
 
أخر تحديث : الخميس - 08/08/1438
967عدد المشاهدات