أنواع برامج التسريع
أولاً: تخطي الصفوف
يعد من أقدم الطرق في التسريع، وفيه ينتقل الطالب من صف إلى آخر أعلى من المستوى الذي ينتقل إليه تدريجياً، كأن ينتقل الطالب من الصف الثالث الأساسي إلى الصف الخامس الأساسي، دون المرور بالصف الرابع الأساسي، وذلك تبعاً لمعايير خاصة.
إلا أن هذا النوع من البرامج كثير السلبيات، وقد أثبتت البحوث والدراسات عدم جدواه، وذلك لأسباب عدة، أبرزها أن الطالب المُسرع ضمن هذا الشكل قد يواجه عدداً من المشكلات, ومنها:
- التكيف مع الأقران
- فقدان الطالب لبعض المهارات الأساسية المهمة التي لم يتعرض لها في الصفوف التي تجاوزها، خاصة أن المفاهيم التعليمية عبر الصفوف تراكمية، فقد يفقد بعض الحلقات المهمة من تراكمات المنهج، مما يؤثر على تعلم بقية الموضوع في الصف اللاحق.
- من المرهق ذهنياً وبدنياً إلمام الطالب بكمّ هائل من المواد المختلفة المسرعة.
ثانياً: القبول المبكر في الروضة
يُسمح للطالب الدخول إلى الروضة قبل السن المحدد ضمن النظم التربوية التي تعتمد عادة معيار العمر الزمني كأساس لقبول الطفل في الروضة، في وقت يمتلك فيه الطلبة إمكانات واستعدادات متقاربة للتعلم المدرسي.
بالمقابل فإن هناك فروقاً فردية واضحة في القدرات العقلية، وعلى البرنامج التربوي أن يراعي هذه الفروق وينميها، وهنا نتيح للطالب أن يتقدم بناءً على قدراته، وهذه هي الفلسفة التي يقوم عليها القبول المبكر في المدرسة، وبناءً عليه يختلف عمر البدء في الالتحاق بالمدرسة في ضوء مستوى الموهبة أو جوانب التميز التي يظهرها الطفل.
ثالثاً: القبول المبكر في الجامعة
يعتمد هذا النظام على القبول المبكر في الجامعة للطلبة الموهوبين الذين استفادوا من أشكال التسريع، وقد يكون جزئياً عندما تكون متطلبات المدرسة العادية مرنة، ويُسمح للطالب الموهوب بتسجيل مقرراته الدراسية في مجال اهتمامه والتخصص الذي يُبدع به (المادة التعليمية التي تم تسريعه بها في المدرسة) دون إنهاء جميع متطلبات المدرسة الثانوية العادية، على ألا يعيق دراسته في الجامعة إتمام متطلبات المدرسة الثانوية، مما يسهم في التخرج المبكر من الجامعة، وزيادة سنوات العمل بعد التخرج، وهو أكثر فائدة للأفراد الموهوبين الذين يشعرون أنهم ناضجون مبكراً في المجال الاجتماعي والانفعالي.
آلية الالتحاق المبكر في الجامعة:
تعتمد هذه الآلية على التسريع في المنهج الواحد (ضغط المنهج)، وطريقة ضغط المنهج هذه تقوم على اختصار المدة المقررة في الصف العادي بنسبة لا تقل عن 25 في المائة، كأن تُعطى مناهج الرياضيات المقررة في الست سنوات الأولى في المرحلة الابتدائية في أربع سنوات، إذا توافر عدد كافٍ من الطلبة الموهوبين في المدرسة، أو مجموعة المدارس المتقاربة في الموقع.. ويمكن تطبيق أسلوب ضغط المنهج وتكثيفه في المرحلة الثانوية أو الجامعية.
ويعد هذا الشكل أكثر ملاءمة للمواد التي تكون على شكل سلسلة الرياضيات واللغات، ويناسب هذا الشكل أيضاً الطلبة الذين لديهم مواهب في مجالات محددة، ويمكن أن تبدأ عملية التسريع في المدرسة الابتدائية وتستمر في المرحلة الثانوية.
ومن إيجابياته، السماح للطلبة بدراسة مستوى محدد للمجال الذي يتميز فيه، بينما يستمر في اكتساب مهارة صفة العادي في المجالات الأخرى، وبذلك يسمح له بالتفاعل مع أقرانه بنفس العمر الزمني، مما يؤدي إلى زيادة التكيف الاجتماعي والانفعالي.
ومن سلبياته أنه قد تظهر لدى الطالب رغبة في مواصلة تعليمه بمجال غير المجال الذي تميز به في المدرسة، وفي هذه الحالة يُعد التسريع الجزئي الذي خضع له الطالب مضيعة للوقت، وهذا يؤكد أهمية التخطيط الجيد من قبل الطالب والأهل والمعلمين قبل أن يبدأ الطالب بمحاولة الاستفادة من أشكال التسريع الجزئي الذي يتخذ أشكالاً عدة، أهمها:
- اعتماد المساقات الجامعية من خلال الامتحانات والدراسة الذاتية، وعند قبوله الرسمي في الجامعة، يعتمد له هذا المساق ويشطب من خطته.
- الالتحاق الجزئي في الجامعة من خلال الالتحاق بمساقات جامعية في نفس الفترة التي يكون فيها الطالب ملتحقاً في المدرسة الثانوية، وذلك خلال أوقات فراغه، ويؤدي إلى إنهاء مقررات جامعية عدة، تحسب للطالب عند قبوله الرسمي في الجامعة.
- المساقات المناظرة، تقوم جامعة رئيسية مثلاً بتوفير مساقات مناظرة لمستويات السنة الأولى والثانية على الأقل في المدرسة نفسها، وتخضع هذه المساقات للاعتماد الجامعي.
وبعامة فإن جميع أشكال التسريع للمنهج تكون عديمة الجدوى إذا كانت لا تؤدي إلى قبول مبكر في الجامعة.
رابعاً: القبول المتزامن في المدرسة والجامعة
ويتخذ أحد الشكلين الآتيين:
- قبول الطالب جزئياً في الجامعة أثناء الالتحاق بالمدرسة الثانوية؛ لدراسة مقررات جامعية تحسب له عند دخول الجامعة بصورة نظامية.
- قبول طالب المرحلة الثانوية في الجامعة ليوم أو يومين، بينما يقضي باقي الأيام في مدرسته.
ومن ميزات هذا الشكل في التسريع مراعاة تفاوت قدرات الطلبة في المواد الدراسية المختلفة، ويؤخذ بالحسبان عناصر قوته في مادة أو أكثر، من خلال إتاحة الفرصة له لتنمية طاقاته لدراسة موضوعات من مستويات متقدمة، وهذا يتطلب تكيف البرنامج المدرسي ليتناسب مع مستوى القدرة والحاجة.
برامج مؤسسة موهبة
طالع قسم رعاية الموهوبين في البوابة