مدارس الموهوبين
كان هذا النوع من البرامج أول الخيارات في تربية الموهوبين، وتكمن أهمية هذه المدارس في تلبيتها لحاجات الموهوبين ومطالبهم في مراحل التعليم المختلفة، وتمتاز مدارس الموهوبين عن غيرها من المدارس بمستويات مرتفعة من الإنجاز.
وتقوم المدارس الخاصة بالموهوبين في التعرف المبكر على الطلبة المتميزين والموهوبين، ووضع البرامج الخاصة بهم في مدرسة واحدة مستقلة عن النظام المدرسي العادي ومختلفة عنه، ولها خصوصيتها في اختيار المناهج والبرامج والأهداف بما ينسجم مع فلسفة التعليم في الدولة.
من نماذج المدارس الخاصة بالموهوبين:
- مدرسة عين شمس لرعاية الطلبة المتفوقين (جمهورية مصر العربية)
تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي، وتعلم مناهج وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى مناهج إثرائية، وكانت تقدم خدماتها بالدرجة الأولى لأوائل أبناء الريف المصري بعد الصف الثامن، وهي مدرسة داخلية، وقد أدت دورها في حقبة زمنية معينة، وكانت تضخ أعداداً هائلة من الطلبة لدراسة الهندسة والطب لتغطية حاجات الدولة.
- مدرسة اليوبيل (المملكة الأردنية الهاشمية)
تأسست عام 1994، وتقدم خدماتها للطلبة الموهوبين من الصف (9 إلى 12)، وتستخدم مناهج التربية والتعليم المعتمدة في الدولة، ويعمل فيها مختصون في هذا المجال، وتقدم نشاطات إضافية خاصة، بالإضافة إلى خدمة الإقامة الداخلية لفئة قليلة من الطلبة القادمين من خارج العاصمة.
المدارس الجاذبة (الولايات المتحدة)
في برامج هذه المدارس يتم التأكيد على التدريب الخاص بناءً على الأهداف والاهتمامات التربوية الواقعية للطلاب في المرحلة الثانوية في مجالات عدة مثل: الفنون، والرياضيات، والعلوم، والمهارات الحرفية والمهنية، والتجارة والأعمال، وهناك ما يسمى بمدارس الولاية الخاصة، وهذا النوع شبه حكومي يحظى برعاية حاكم الولاية واهتمامه. تركز على إعداد موهوبين يوجهون لتطوير برامج التنمية في الولاية، وما يدعم اقتصاد الولاية مستقبلاً. ومن الأمثلة عليها مدرسة كارولينا الشمالية للعلوم والرياضيات.
الصفوف الخاصة داخل المدرسة العادية
توجد أشكال عدة من هذه الصفوف، منها:
1. الصفوف المتقدمة
يتم طرح مقررات خاصة في المدرسة العادية، وغالباً ما تكون متشابهة في المسمى لمقررات المدرسة الأصلية، إلا أنها متقدمة في المستوى، مثل طرح مقرر متقدم في الرياضيات يفوق المنهج العادي.
2. صفوف الشرف
يتم طرح مقررات من خارج نطاق المنهج المدرسي العادي، قد تقدمها المدارس العادية على شكل مقررات تكريمية لخدمة الطلبة الموهوبين، وتثميناً لقدراتهم وطاقاتهم، يُدرسها أفراد متخصصون من خارج المدرسة (كأن يدرس محامٍ مقرراً في القانون) وتتاح الفرصة أمام الطلبة ضمن هذا الشكل للالتحاق في مجال التخصص المستقبلي في وقت مبكر، كما أن اختيار أكثر من فرد في وقت مبكر يُسهم في بلورة الاهتمام عبر السنوات اللاحقة في مجال التخصص الواحد.
3. صفوف تجميع الموهوبين ضمن المدرسة العادية
يُعزل الموهوبون كمجموعة خاصة تتلقى التعليم العادي بالإضافة إلى مناهج إثرائية، يتطلب هذا الصف توافر معلمين متخصصين. ويختلف هذا عن الصف العادي بتركيزه على عدد أقل من الطلبة مع زيادة كمية الواجبات المضافة.
الصفوف الخاصة المستقلة (خارج المدرسة)
هي صفوف خاصة يتم اختيار الطلبة لها على أساس مستوى أدائهم على المحكات التي تقررها إدارة البرنامج. يتم تنفيذ هذه البرامج خارج أوقات الدوام المدرسي، وتسهم في توفير خبرات إضافية تلبي حاجاتهم وتنمي قدراتهم في مختلف المجالات. تهيئ هذه الصفوف مناخاً مناسباً لتلبية احتياجات الطلبة في المجالات الانفعالية والمعرفية والإبداعية. ويقوم على رعاية الطلبة مجموعة من أعضاء الهيئة التعليمية المؤهلين. يمكن تشكيل هذه الصفوف الخاصة بالمستويات الدراسية المختلفة من بين طلبة المدرسة الواحدة، أو يتم تشكيلها باختيار أعداد كافية من طلبة مدارس مجاورة، وتقوم إحدى هذه المدارس باستضافة هذا البرنامج، وتوفر هذه الصفوف الفرصة للطلبة للاحتكاك مع الطلبة من ذوي المواهب المتنوعة، ضمن المجال نفسه.
التجميع داخل الصف العادي
يتم تجميع مجموعة من الطلبة الموهوبين والمتواجدين داخل هذه المجموعات، والعمل على تكييف المنهج المدرسي، واختصاره وإثرائه وتسريعه، بالإضافة إلى التدريس بطريقة تتلاءم مع احتياجاتهم في التعلم، ويقوم على تدريسهم معلمون مؤهلون للتعامل مع هذه الفئة.
ويمكن تنفيذ هذا النوع من البرامج في المدارس التي تكون أعداد الصفوف والطلبة فيها قليلة، مع وفرة في عدد المعلمين المؤهلين والمدربين لتربية الموهوبين.
البرامج الصيفية
يتم إعداد البرامج الصيفية بالتعاون مع المعلمين وأولياء الأمور والمرشدين، وذلك لتوفير فرص إثرائية للطلبة الموهوبين، ويقوم على هذه البرامج معلمون مؤهلون للتعامل مع الطلبة الموهوبين. ويمكن اعتبار البرامج نشاطات توضيحية تهدف إلى إكساب الطلبة مهارات وخبرات عملية في المجالات العلمية وضمن المنهج. تشكل هذه البرامج مصدراً مهماً لمشروعات الطلبة، وتكمن أهميتها عندما توفر حلولاً وإجابات عن أسئلة الطلبة الموهوبين. يجب أن تكون هذه البرامج جزءًا من البرنامج الخاص بتربية الموهوبين.
برامج المسابقات والمشروعات
هي من أقدم أنواع البرامج، وأوسعها انتشاراً، وتتم من خلال التنظيمات التي تنفذها المؤسسات التعليمية، إذ يُعلن عن أوجه المنافسة في مجالات معينة، ثم تقوم المؤسسات بإعداد العدة لخوض هذه المسابقات، وغالباً ما يتم تبني الطلبة المشاركين من قبل معلمين متخصصين. هناك مسابقات على مستوى الدولة، تهدف إلى رفع مستوى موضوعات أو موضوع معين في المنطقة أو الدولة؛ لخدمة النمو والتطور في البلاد. ومن الأمثلة عليها في المملكة العربية السعودية، الأولمبياد الوطني للإبداع، والأولمبياد الدولي للرياضيات التي تقام تحت رعاية مؤسسة "الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع" بالشراكة مع وزارة التعليم.