الأطفال مزدوجو الاحتياج
 
أشارت عالمة النفس البارزة «نانسي روبنسون» إلى أن الأطفال الموهوبين ليسوا محصنين ضد أي اضطراب، ما عدا التخلف العقلي، فقد يعاني عدد من الأطفال الموهوبين مشكلات سلوكية، أو صعوبات في التعلم، أو أي نوع من الظروف غير العادية الأخرى، وينتج عن ذلك وجود عدد من الأطفال الموهوبين (مزدوجي الاحتياج) أو ذوي الخصوصية المزدوجة، ويقع هؤلاء الأطفال خارج معايير المنحى الجرسي، ليس من قدراتهم فحسب، وإنما -أيضًا- في مجال أو أكثر من مجالات الإعاقة، ويشير بعض الناس إلى ذلك بالتشخيص الثنائي -أي أن يكون الشخص موهوباً إضافة إلى ظرف آخر يمكن تشخصيه- ويوجد طبعًا تضمينات تتعلق بتربية هؤلاء الأطفال مزدوجي الاحتياج، وبكيفية التعامل معهم؟
 
إن الأطفال الموهوبين الذين يعانون من اضطراب معين، سواء أكان إعاقة بصرية، أم سمعية، أم جسمية وحركية، أم صعوبات في التعلم، أم اضطرابات سلوكية، يلاحظون معظم الأحيان أن حاجاتهم العقلية والخصائص الأخرى التي تميز موهبتهم لا تحظى بالاهتمام الكافي، ولسوء الحظ فإن المدارس كثيرة تتبنى منحى «تسمية واحدة لكل زبون» إذ يمكن أن يدخل الطفل إلى برنامج صعوبات التعلم، أو إلى برنامج الإعاقة البصرية، دون أن يدخل الوقت ذاته إلى برنامج الموهوبين، وفي الحقيقة أنه قد تبين أن هناك عددًا من الأطفال الموهوبين أكثر مما كان يعتقد في الماضي، ولكن ما زال عدد كبير من المربين وأخصائيي الرعاية الصحية يؤمنون بفكرة غير صحيحة مفادها أن الأطفال الموهوبين لا يمكن أن يكونوا موهوبين ومن ذوي صعوبات التعلم في آن واحد. وقد توصل الباحثون في بعض الحالات إلى أن صعوبة التعلم -مثل اضطراب تشتت الانتباه أو اضطراب التكامل الحسي وغيرها - يمكن حجبها، وذلك بسبب قدرات الطفل الفائقة على التعويض عن هذه الصعوبات نتيجة موهبته. 
 
 
وفي حالات أخرى، قد يحجب عسر القراءة، أو أي وضع آخر، قدرات الطفل العالية، كما يمكن في حالات أخرى أن تشكل كل من الموهبة والإعاقة قناعًا لبعضهما بعضًا، ولهذا لا يمكن التعرف إلى الطفل لتلقي أي نوع من المساعدة الخاصة. 
 
 
 
 
المصدر:
 
أخر تحديث : الخميس - 08/08/1438
4900عدد المشاهدات