بنية العقل
كان أول من اقترح التمييز بين التفكير التباعدي والتفكير التقاربي هو "ج، ب. جيلفورد". فقد كان رئيسًا لجمعية علم النفس الأمريكية وكرّس خطابه الرئاسي عام 1949 لموضوع الإبداع (1950 Guilford). وقال "جيلفورد" إن الإبداع ثروة طبيعية وإن الجهود المبذولة لتشجيعه ستعود بالنفع العميم على المجتمع كله، كما أكد أنه يمكن دراسة الإبداع دراسة موضوعية. وحاول في السنوات الـ35 التي تلت ذلك أن يثبت صحة هذه الفكرة.
 
‬‬‬‬استطاع "جيلفورد" أن يحدد 180 مظهرًا مختلفًا للعقل، وكانت وجهة نظره، بهذا المعنى، بعيدة كل البعد عن نظريات الذكاء كافة. فاختبارات الذكاء تفترض عادة وجود ذكاء عام واحد (g) تقوم عليه التصرفات الذكية كافة – أي أن كل فعل ذكي يحتاج إلى هذا الذكاء العام. لكننا نعرف أن نموذج "جليفورد" في بنية العقل تعرض لانتقادات عدة، بسبب الطرق الإحصائية التي استعملها للفصل بين الخلايا المئة والثمانين، لكن أفكار "جيلفورد" عن التفكير التباعدي والتفكير التقاربي كانت مفيدة جدًا، حتى لو أن طرقه في الإحصاء تعرضت للانتقاد، والحقيقة أن معظم ما كتبه عن الإبداع كان وما زال مؤثرًا جدًا في هذا الميدان.
 
يُوظف الإنسان التفكير التباعدي عندما تُطرح عليه مهمة مفتوحة النهاية (كالأمثلة التي ضربناها سابقًا حول "استعمالات الطوب، مثلاً")، ويكون التفكير التباعدي، وفق هذا المنظور، شكلاً من أشكال حل المشكلة، فهو يقود الشخص إلى استجابات متعددة ومختلفة، على العكس من التفكير التقاربي، حيث يقدم الفرد الإجابة الصحيحة أو التقليدية ("من الذي فاز بكأس العالم عام 1988؟"). وعندما نستخدم التفكير التباعدي للكشف عن الإبداع، فإن الفروق الفردية يمكن أن تكون في الطلاقة (عدد الأفكار المطروحة)، والأصالة (عدد الأفكار الفريدة أو غير المألوفة)، والمرونة (عدد الفئات المختلفة التي يمكن أن تصنف فيها الأفكار).
 
 
المصدر:
 
أخر تحديث : الأربعاء - 07/08/1438
5292عدد المشاهدات