حاضنات الأعمال

 

حاضنات الأعمال

 

 
إن الأعمال والمشروعات الصغيرة التي تباشر النشاط تواجه عادة مشكلات كثيرة، بعضها يرتبط بنقص التمويل، والبعض الآخر بنقص الخبرة في السوق، في حين يكون البعض دون مهارات فنية وإدارية تساعد المشروع على البقاء والاستمرار.
 
   لهذا فإن الكثير من المشروعات يكون معرضا للفشل في الأشهر الأولى مما يجعل أصحابها في وضع متفاقم من ضياع الموارد المحدودة والأمل في العمل. لهذا كان لابد من أن تكون هناك جهات تفكر بتقديم الدعم بأشكاله المختلفة؛ من أجل مساعدة هذه الأعمال والمشروعات الصغيرة، ومدّها بالخبرات والاستشارات والإعانات والقروض لكي تزيد من احتمالات نجاحها، فبعض هذه المشروعات واعدة وتمتلك الروح الريادية والأفكار الخلاقة القابلة للحياة إذا ما توفرت لها ظروف أفضل. وهذا هو الأساس التاريخي والمبرر الأساسي لظهور حاضنات الأعمال.
   
     لقد بدأت نشاطات حضانة الأعمال بداية مبكرة، إذ يؤرخ لظهور النشاطات الأولى للحضانات في الغرب في الخمسينيات من القرن الماضي، وبالتحديد في نيويورك في الولايات المتحدة عام (1959). وعادة ما تكون الجهات التي تتبنى حضانات الأعمال هي الجامعات والهيئات غير الموجهة للربح. لهذا فإن الحاضنات الأوروبية الرائدة هي من الجامعات: جامعة هيريوت والت (Herriot-Walt) وجامعة كامبردج.
  
     ويمكن تعريف حاضنة الأعمال بأنها المشروع الذي يقدم الخبرة، والمعدات، والدعم التوجيهي ورأس المال للأعمال الجديدة التي هي على وشك البدء بالعمل. ومن هذا التعريف يمكن أن نلاحظ أن حاضنات الأعمال تختص بالأعمال والمشروعات الصغيرة، التي تسعى لكي تباشر العمل، وتعمل هذه الحاضنات لتقديم أنواع من المساندة للأعمال الصغيرة مثل:
 
1- القروض والإعانات: رأس مال كله أو بعضه
2- التسهيلات: الآلات، والمعدات، والأجهزة، والأدوات الضرورية 
3- الخدمات التي تأخذ شكل شبكة الفرص، والاستشارات الفنية، والقانونية، والاقتصادية، والتسويقية.
 
   والجدول الأتي يوضح نسبة ممارسات تقديم التسهيلات والخدمات من قبل حاضنات الأعمال في بريطانيا.
 

 

 

 

 

  

التسهيلات المقدمة

الخدمات المقدمة

- قاعات اللقاءات وتسهيلات المؤتمرات (99 ٪)

- معدات مكتبية عامة (94 ٪)

- تسهيلات التوريد (76 ٪)

- مركز معلومات (70 ٪)

- أجهزة الحوسبة (62 ٪)

- معدات متخصصة (38 ٪)

- تشبيك الفرص المتاحة (85 ٪)

- تخطيط الأعمال (84 ٪)

- الدعم المرتبط بالسكرتارية (79 ٪)

- الاستشارة المالية (68 ٪)

- خدمات التوجيه (66 ٪)

- تطوير الأعمال (63 ٪)

- الاستشارة التسويقية (57 ٪)

- التدريب الإداري (52 ٪)

- الاستشارات القانونية (26 ٪)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

 

 

.

 

  إن المهمات الكبيرة والمتنوعة التي تضطلع بها حاضنات الأعمال جعلتها موضع اهتمام واسع في العالم. إذ يوجد اليوم أكثر من 4 آلاف حاضنة في العالم، مما يكشف عن مدى انتشارها في جميع دول العالم. ويوجد منها اليوم في أوروبا 1200 حاضنة، تقوم بتوليد 30 ألف فرصة عمل سنويا، وبتكلفة 4 آلاف جنية إسترليني بالمتوسط لكل فرصة. وفي الولايات المتحدة يوجد ما يقرب من ألف حاضنة تقدم المساندة لأكثر من 35 ألف مشروع مع فرص عمل لحوالي 82 ألف من العاملين بدوام كامل، ويولدون ثروة تزيد سنويا على 7 بليون دولار. ومما يلاحظ في هذا المجال أن فرصة العمل التي يتم إنشاؤها بآليات حاضنات الأعمال في الولايات المتحدة تكلف 1100 دولار، في حين أن آليات إنشاء فرص العمل الأخرى تتطلب بالمتوسط 10 آلاف دولار.
 
  إن تطور حاضنات الأعمال وانتشارها جعل البعض يتحدث عن صناعة جديدة تتمثل بصياغة الحاضنات . وهذا يعني أن هذه الحاضنات لم تعد فقط مصدرا لمساندة الأعمال الصغيرة وإنما أصبحت من مولدات الثروة والدعم للاقتصاد والمجتمع الذي تعمل فيه.
 
    وفي سياق تطور أدوار حاضنات الأعمال، فإن تطور الأعمال في المجتمعات أدى أيضا إلى تطور الحاضنات ومجالات عملها وخدماتها. ففي أوروبا هناك الحاضنات المتخصصة وحسب قاعدة بيانات الحاضنات يوجد (18.6 ٪) من الحاضنات تعمل في مجال تصنيع التكنولوجيا المتقدمة، و(18.2 ٪) تعمل مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، و (14.2 ٪) في التكنولوجيا الحيوية/الصيدلانيات، و(11.5 ٪) في صناعة المعرفة. 
 
 
أخر تحديث : الأربعاء - 08/07/1435
4510عدد المشاهدات