الاختراع والإبداع
إن الاختراع يجب أن يقود إلى منتج ملموس، وأن العملية التي تقود إلى الاختراع قد تنطوي هي الأخرى على إبداع. وقد وصفت دراسات عدة عملية الاختراع. فعلى سبيل المثال، قام روسمان (Rossman, 1964) بدراسة أكثر من 700 مخترع سجّل كل منهم ما معدله 39.3 براءة اختراع، واقترح الخطوات الآتية الخاصة بالعملية الاختراعية:
 
(1) ملاحظة وجود حاجة أو صعوبة معينة.
(2) تحليل تلك الحاجة.
(3) إجراء مسح لكل المعلومات المتاحة.
(4) صياغة كل الحلول الموضوعية.
(5) تحليل نقدي دقيق لهذه الحلول، مبينًا مزاياها الإيجابية والسلبية.
(6) ولادة الفكرة الجديدة- أي الاختراع.
(7) التجريب لاختبار أفضل الحلول، ومن ثم اختيار الصورة النهائية وإتقانها من خلال بعض الخطوات السابقة أو كلها.
 
ذكر روسمان أنه "ليس بالضرورة أن يكون الاختراع مقصورًا على التطورات التي تحدث في العلوم الفيزيائية أو في الصناعات، كما يفترض البعض عادة. إن كلمة "اختراع" تنطوي على كل التطورات الجديدة في الحقول الاجتماعية، والإدارية، والأعمال التجارية والتقنية والعلمية والجمالية". ويعني إدخاله عبارة "تجسيد الصورة" أنه يفترض كذلك أن الاختراع يجب أن يؤدي إلى منتج.  وهناك وصف إضافي للعملية في الفصل العاشر يتضمن بعض الأساليب التي تستهدف الاختراع. أما الفصل السابع فعالج السؤال: "هل المخترعات حتمية؟".
 
وهناك فروق ثقافية كثيرة تدعم الفكرة القائلة إن الاختراع، والتجديد والإبداع هي أمور منفصلة ومتمايزة. ففي الفصل المتعلق بالثقافة، على سبيل المثال، أجرى إيفانز (Evans, 2005) مقارنات بين الولايات المتحدة وبريطانيا أوحت بأن الولايات المتحدة أكثر تجديدًا في حين أن بريطانيا أكثر اختراعًا. ومن الجدير بالذكر أن "إيفانز" اعترف بأن المجددين هم أشخاص مرموقون وهو يعتبرهم "أبطالاً ومحسنين، إنهم في الواقع بشر، بكامل عيوبهم وبكل شيء آخر. فإذا تجاهلنا هذا، ونظرنا لهم على أنهم استثنائيون، فقد نفترض عندئذ أن لديهم شيئًا لا نملكه نحن. وهذا قد يمنعنا من تحقيق طاقاتنا الكامنة واستخدام مواهبنا الخلاقة التي نمتلكها. نعم، إن بإمكان المبدعين والمجددين والمخترعين أن يعملوا أشياء استثنائية غير اعتيادية، ولكنهم بالتأكيد يظلون بشرًا مثلنا. 
 
 
 
 
 
المصدر:
 
أخر تحديث : الخميس - 08/08/1438
2137عدد المشاهدات