حينما تنمو الشركة ويصبح لها مكانة في المجتمع، عادةً ما ينخفض إبداعها وتتراجع خدماتها. إذاً فما الذي يمكن عمله لمنع تراجع الإبداع في المنظمة؟
إن إحدى أفضل مزايا العمل في الشركات حديثة العهد هي أن الإبداع يكون من المتطلبات الضرورية لكل موظف. حيث يتكون الموظفون من فِرق عمل صغيرة، يعتمدون على بعضهم البعض في إخراج أفضل محتوى إبداعي.
فالمنظمة بحاجة إلى مفاهيم وأفكار جديدة تساعد في نموها والوصول بها إلى القمة، حتى تستطيع جذب المزيد من العملاء إليها. وحالما ينجح الأمر باستقطاب الكثير منهم يتبادر هذا السؤال: ما الذي يمكن فعله لجعل هذه التجربة مفيدة لهم؟
ومن خلال ما شاهدته، يُحسن الخبراء حديثو العهد العمل عند توظيفهم في شركة كبيرة، لأنهم يُقيّمون بسهولة كل ما يحدث، كما يقومون باقتراح طرق جديدة نسبيًا (أو غير تقليدية) لجعل العمل يسير بشكل أسهل وأسرع وأكثر كفاءة.
وهناك تساؤل علينا التركيز عليه وهو: ما الذي يمكن عمله للشركات المتوسطة وكبيرة الحجم للإبقاء على جو متجدد من الإبداع و كفاءة في العمل؟
أولاً، دعونا نلقي نظرة على الأشياء التي تحطّم الإبداع، وتقلل من إنتاجية الشركة، نستطيع التعرف عليها من خلال التساؤل بما الذي يقتل الإبداع؟
إن الغرور الزائد يقوم بتحطيم الإبداع، فعندما يعتقد الناس أنهم أكبر مما هم عليه سيؤثر ذلك عليهم بالسلب وسيواصلون الاعتقاد بأنهم أفضل من زملائهم كموظفين وكقادة وأفراد. هؤلاء الأشخاص سيبذلون كل ما بوسعهم لتحقيق أفكارهم وتفضيلها على زملائهم، ويريدون دائماً التميز وعدم إعطاء أي شخص فرصة لطرح رأيه أو فكرته، وهذا يساعد على تنفير زملائهم في العمل.
وتطمح الشركات ذات الفكر المتطلع إلى خلق روح المرح والمشاركة وبيئة عمل مهتمة بالنتائج، فهم يعلمون بالعائد الكبير من الحصول على موظفين سعداء وأصحاء وذوي دوافع.
وعلى الرغم من صعوبة خلق هذا النوع من الجو، فإنّ أفضل طريقة لجعل الأفراد "المتغطرسين" أكثر اتزانًا ورزانة هي أن نجعلهم يعلمون أنهم يقتلون روح الفريق الواحد، وأن عليهم النظر في أعمال الآخرين وأفكارهم، وأنه من المهم العمل بروح الفريق. وستجد أن الأمور أصبحت تُنجز بشكل أفضل وأسهل بكثير، وسيستمتع الموظفون أكثر بالعمل.
اختر قادة مبدعون ومبتكرون
القادة الناجحون قادرون على معرفة كيفية دفع الآخرين إلى مستويات عالية، وسيثابرون لإيجاد طرق جديدة لتحفيز الأشخاص، ويبحثون باستمرار عن الطرق الإبداعية والجديدة لجعل الفريق أفضل ككل وليس كفرد.
لا تخبر الآخرين قط كيف يعملوا الأشياء، ولكن أخبرهم ما الذي يجب عليهم عمله وسيفاجئونك ببراعتهم.
اجعل القادة والزملاء يفكرون كفريق رياضي
الفريق الرياضي بمثابة المكتب، سيكون لديك قادتك وأعضاء الفريق المتنافسين، ولكن الأهم من ذلك سيكون لديك شخصيات مختلفة من خلفيات متنوعة اجتمعت سويًا لهدفٍ مشترك.
وبالعودة إلى ما أشرت إليه سابقًا، فإنه لمن المهم وجود قائد متفتح الذهن بما فيه الكفاية لتجربة الأمور الجديدة للنجاح، ذلك النوع من القادة الذين يمكّنون الآخرين من التصرف على طبيعتهم والشعور بالارتياح داخل محيط بيئتهم.
و أفضل مثال شخصي يمكن أن يتبادر إلى ذهني لقائد يمنحني الاستقلال والحرية في أنقى حالاتها هو عندما لعبت رياضة كرة القدم في مراهقتي، حيث منَحنا المدربون الكثير من الحرية ودعونا نستمتع بوقتنا مما أدى إلى النجاح. وهذا السلوك أتخذه في أي بيئة عمل أذهب إليها، وهو ناجح جدًا و يمنح تجربة رائعة.
إنه لمن الجميل امتلاك حرية العمل بمستوى الجدّ الذي تود، فعندما تكون لديك بيئة طليقة ومثمرة، ستحقق النتائج المرجوة وسيتآلف الأفراد وستجني المزيد من الإبداعات أكثر من ذي قبل، وهذا سيخلق ثقافة الشركة المرحة في قيمها، و ستنعم ببيئة عمل مرنة و رائدة.