مقالات
 
   
   
 
 

 
 
share on facebook   Tweet    
 
 
 
 
 

إجازة الموهوب استثمار مضمون يُشكّل هويته الإبداعية

الكاتب:
فريق تحرير البوابة
 

 

 

 

الطفل الموهوب

 

تعد الأنشطة التي يمارسها الطفل في الإجازة الصيفية من أهم الأحداث الاجتماعية التي تعلق في ذاكرته، وتشكل أجمل الذكريات التي تظل راسخة في الذاكرة على مر السنين، خاصةً إذا ارتبطت بالسفر والانطلاق والمخيمات الصيفية، والتجمع العائلي، وزيارة الجدّين، وكل الأشياء الجميلة التي تنعش حياة الأطفال وتضفي الكثير من المرح والسعادة على أيامهم في فصل الصيف.
ومع تطور التعليم وابتكار أنماط جديدة لتقديم العلم والمعرفة للأطفال الموهوبين والمتفوقين، وظهور تحديات جديدة في العملية التعليمية  والتحول الكبير لعصر العولمة وتدفق المعلومات من كل الاتجاهات سواء عن طريق وسائل الاتصال كالانترنيت، والفضائيات، وغيرها، يرى بعض الباحثين في مجال علوم التربية والتعليم النوعي أن سوء التخطيط للإجازة الصيفية للطفل الموهوب يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على موهبته الفطرية، ويعيق تحصيله العلمي خلال السنة الدراسية. وهنا تبرز أهمية الإجازة الصيفية، لما لها من أثر في استثمار مواهب الطفل وقدراته، و لما تحمله من فرص لتطوير الشخصية وتنميتها. هذا وإن الطفل الموهوب أكثر حرصاً من أقرانه العاديين على استغلال ذكائه وتوسيع مداركه والاستفادة القصوى من أوقات الفراغ والإجازات الطويلة، حيث يكتشف المزيد من نقاط القوة والموهبة لديه ويعمل على صقلها  من خلال تعلم مهارات حياتية وتفاعلية جديدة تفتح له مسارات جديدة في العلم والمعرفة.
لذلك من واجب الأسرة التدقيق في عملية البحث عن أفضل الحلول في مساعدة الموهوب على كيفية قضاء الإجازة الصيفية مع التركيز على نقاط أساسية، مثل:
- الحرص على إدماج الموهوب مع أقرانه في السن.
- مشاركة الطفل الموهوب في اختيار البرامج التي يرغب في الالتحاق بها.
- مساعدة الموهوب في إتباع ميوله واهتماماته.
- مساعدته في اختيار نشاطات تعتمد على الحركة البدنية لتحرير الطاقة الزائدة.
- تجنب المراكز التي تقدم دورات أكاديمية فقط.
لا أحد ينكر محدودية المراكز الصيفية التي تقدم برامج ونشاطات متخصصة للموهوبين  لتنمية المهارات الحياتية والتفاعلية وطرق التفكير الناقد وتنمية المواهب مثل "الرسم، والابتكار العلمي، والاختراعات الصغيرة".
كذلك فإن الكثير من أولياء الأمور يقعون في حيرة كبيرة أمام فترة إجازة الصيف، وكيفية تلبية الاحتياجات الخاصة لأطفالهم الموهوبين، وبالتالي في غالب الأحيان يصعب الحصول على فرصة جيدة لاكتساب الطفل الموهوب خبرات جديدة في إجازة الصيف. ومع الاهتمام المتنامي بفئة الموهوبين، وحرص بعض المراكز الصيفية على تقديم نشاطات وبرامج نوعية تناسب فئة الموهوبين، يمكن للأهل أن يبحثوا بشكل متواصل ليجدوا ما يناسب أبنائهم من أنشطة تنمي مهاراتهم الحسية والانفعالية والشخصية. وللاستفادة أكثر من البرامج المتخصصة برعاية الموهوبين في إجازة الصيف يجب مراعاة بعض المعايير المتعلقة في كيفية اختيار المركز الصيفي  المناسب للطفل الموهوب، ومن هذه المعايير ما يلي:
- أن يحظى المركز بإدارة محترفة لها خبرة في التعامل مع فئة الموهوبين.
- اختيار مركز يُطبّق شروط السلامة العامة.
- أن يكون مبنى النشاطات والبرامج جذاب ومريح.
- أن يقدم المركز أنشطة تنمي جميع مستويات التفكير، و يعمل على تنفيذ هذه الأنشطة تربويون ذوي خبرة واختصاص.
- أن يقدم المركز أنشطة متخصصة ومنوعة تلبي تطلعات الموهوب.
- أن يوفر المركز رحلات من أجل التواصل الاجتماعي والتعرف على البيئة المحيطة.
 الهدف من التخطيط المسبق للإجازة:
يخضع التعليم النظامي بنوعيه العادي والنوعي  إلى ضوابط وقوانين صارمة تطبق على الموهوب والعادي داخل الصف الدراسي، وحتى في البيت كنوع من الحرص الأبوي على النجاح الأكاديمي للطفل الموهوب وتحقيق مستوى عالي في التحصيل الدراسي، والتأكد من استغلال كل أوقات الطفل بين التعلم والمذاكرة، والنوم، والراحة. وبناءً على ما تقدم نرى أنه لا يوجد لدى الموهوب فسحة من الوقت لممارسة هواياته والتعرف على مواهبه وتطويرها، لذلك يرى بعض التربويين أن مفهوم إجازة الموهوب تختلف كلياً عن أنماط الإجازة العادية وتعد نقيض لعملية التعليم النظامي داخل المدرسة.
لذلك يحتاج الموهوب في إجازة الصيف إلى مزيد من الحرية في إدارة الوقت مع التوجيه، ولكن بدون ضوابط على المكان والزمان من أجل تحرير موهبته وتطويرها، وليس التركيز على اكتساب مزيد من العلوم الجامدة.

لماذا نرسل أطفالنا الموهوبين إلى البرامج الصيفية؟
نرسل أطفالنا الموهوبين إلى البرامج الصيفية وذلك لتحقيق الأهداف التالية:
- فرصة لتنمية العلاقات الاجتماعية والانفعالية مع الآخرين من نفس المستوى في القدرات الذهنية.
- الالتحاق بالبرامج والأنشطة المتخصصة، وبالتالي اكتشاف ميول ومهارات جديدة.
- التعرض لتحديات عقلية وذهنية جديدة بعيدة عن نظام التعليم.
- توفير فسحة من الوقت المرح لتفجير طاقة الموهوب وشحن همته للسنة القادمة.
- فرصة لاكتشاف مواهب جديدة من خلال البرامج والأنشطة المتخصصة.
- كسر نمط الروتين المدرسي وفتح أفاق جديدة للمعرفة.
- الخروج والتواصل مع مجتمع جديد بعيدا عن الأسرة والمدرسة.

 الجهات المعنية بإنشاء مراكز صيفية للموهوبين:
من الضروري بناء شراكة بين (الأسرة، المدرسة، الهيئات الخاصة المهتمة بتربية الموهوبين، وزارة التربية والتعليم وتحديداً إدارة المواهب، التربويين المتخصصين، وأصحاب رؤوس الأموال) وذلك لإنشاء مراكز متخصصة تعنى بالموهوب والمتفوق وترتقي بالبرامج الصيفية التي تخدم هذه الشريحة المهمة من المجتمع المدني والتي تحتاج إلى وقفة من المجتمع ككل. كذلك لابد من استغلال مباني المدارس الحكومية والأهلية لإقامة برامج صيفية متخصصة بالتنسيق مع معلّمي الموهوبين في فترة الصيف، من أجل تصميم أنشطة متقدمة تعنى بتطوير مهارات التفكير واكتشاف المواهب الصغيرة وتسليط الضوء على طرق الابتكار والاختراع العلمي وللاستفادة من إجازة الصيف على الوجه الأمثل.
صمم مشروع لطفلك الموهوب:
يأتي دور الأسرة وتحديداً دور الأم على رأس القائمة في حال عدم توفر برامج صيفية تتناسب وميول واحتياج الطفل الموهوب، وذلك من خلال تصميم بعض المشاريع الصغيرة والأنشطة اليدوية التي يمكن أن تعلم الطفل الموهوب الكثير من المهارات الحياتية وتفتح له آفاقاً جديدة في التفكير الناقد وعدم التسليم بالبديهيات ومحاولة البحث للحصول على الأجوبة.
هذا وفي حال اهتمت الأسرة بتوجيه الطفل الموهوب نحو إنجاز المشاريع الصغيرة أثناء العطلة الصيفية، فعلى الأسرة أن تراعي بعض الأمور الهامة في إنجاز المشاريع الصغيرة مع الأطفال، ومن هذه الأمور ما يلي:
-  يجب تحديد الهدف من تصميم المشروع والنشاط.
- توفير المواد الأولية  المستعملة في النشاط.
- الحرص على إشراك جميع أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.
- إشراك الطفل الموهوب في ابتكار فكرة المشروع وتصميمها.
- مشاركة الأبوين في إنجاز المشروع.
- التشجيع من خلال المدح والشكر.
خلاصة الموضوع أن الأجازة الصيفية  للموهوب هي نوع من الاستثمار الحقيقي في مواهب الأطفال وليس مجرد مليء فراغ وحشو دورات تدريبية وبرامج صيفية لا تضيف لموهبة الطفل شيء يذكر، ولكن يمكن للبرامج الصيفية أن توجه ميول الطفل وتشكل هويته العلمية والفكرية في المستقبل، لذلك علينا التعامل مع الإجازة الصيفية بشكل حذر ودقيق في اختيار برامج وأنشطة متخصصة بفئة الموهوبين الصغار واليافعين، ومن شأنها اكتشاف مواهبهم وتطوير مهاراتهم الفردية.

 

 

 

المراجع:

 
- Soule, A. B. (2008). The creative Family. Boston &London: Trumpeter.
- Borchatt, j. (2009, july 20). Comentry ideas for keeping gifted children. Retrieved 2009, from edenprairienews.: www.edenprairienews.com/mode/2232

 

 
المرفقات:
عدد التعليقات 19
8366
 

التصنيف:
إرشاد الموهوب
 
كلمات البحث:
 

Cannot create an object of type 'System.Int32' from its string representation 'AllNewsCommentsUserControl1' for the 'Id' property. 
at System.Web.UI.TemplateParser.ParseString(String text, VirtualPath virtualPath, Encoding fileEncoding) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseFile(String physicalPath, VirtualPath virtualPath) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseInternal() at System.Web.UI.TemplateParser.Parse() at System.Web.Compilation.BaseTemplateBuildProvider.get_CodeCompilerType() at System.Web.Compilation.BuildProvider.GetCompilerTypeFromBuildProvider(BuildProvider buildProvider) at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.ProcessBuildProviders() at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.PerformBuild() at System.Web.Compilation.BuildManager.CompileWebFile(VirtualPath virtualPath) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultInternal(VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultWithNoAssert(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResult(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.UI.TemplateControl.LoadControl(VirtualPath virtualPath) at MawhibaMainWebPart.MawhibaMainWebPart.loadUserControl()