إن القيادة مسألة صعبة, تواجه فيها مواقف غير متوقعة بالإضافة للمخاطر. ولا يتوقع منك إكمال عملك فحسب, وإنما أيضًا تحفيز عقول الآخرين المبدعة، والسير مع الفريق إلى الأرض الموعودة. وعلى الأرجح أيضًا أنك ستُقابَل بالجحود ونكران الجميل، ولكنها أيضًا فرصة عظيمة، حيث يتسنى لك مساعدة الآخرين في إطلاق العنان لأفضل أعمالهم, ويكون لديك مستوى من النفوذ والتأثير على القرارات التي ستحدّد في الغالب نجاح المنظمة أو فشلها.
عندما تبدأ الضغوط يصبح هناك مشكلة يقع فيها حتى أكثر القادة خبرة، وحالما تسقط في إحداها (أو أكثر)، تكون قد وضعت عائقًا في طريق الفريق, أو تسببت في إثارة التنافر في المنظمة.
و إليك ببعض مما رأيت القادة يستسلمون له في لحظة ضعف:
• التأجيل:
هذا يعني تأخرك في اتخاذ القرارات الهامة وتأجيلها للمستقبل، حتى تتأكد من سيرك بالاتجاه الصحيح. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو حكيمًا للوهلة الأولى, إلا أن له أثر مضاعف على المنظمة، حيث ينتظر الآخرون تحركاتك ليتمكنوا من العمل وتحديد مسارهم الصحيح. وبالطبع لن تكون متأكداً تماماً من أي قرار تتخذه, و لكن ينبغي أن تكون واضحًا بشأن ما تتوقعه من فريقك، وإن كان هناك قرار ينبغي عليك اتخاذه, لا تؤجله.
" إن ما تفعله كل يوم هو أكثر أهمية مما تفعله مرة كل وهلة." – جريتشن روبن.
• اللوم:
حينما تنحرف الأمور عن مسارها ويأتيك فريقك بحثًا عن الإجابات, فإنه من السهل توجيه أصابع الاتهام إلى الأشخاص الأعلى منك منصبًا وإن لم يكن خطأك بالفعل, فهذه غريزة طبيعية تبدو كوسيلة للحفاظ على ثقة فريقك. ولكن بينما تقوم بالمحافظة على ثقة فريقك بشكل مؤقت كقائد, فإن هذا التكتيك يضعف ثقتهم بالمنظمة فيما بعد, وعندما تعطي المنظمة وعوداً لفريقك في المستقبل, فإنها ستُقابل بالريبة والتشكيك.
عليك أن تبقي على زمام الأمور كقائد وأن تقدم أفضل ما لديك لبناء الثقة مع كلا الجهتين. اعمل بكل نشاط وقوة من أجل توفير احتياجات فريقك, وابتعد عن نزعة حماية الذات عن طريق الانتقاص من الأشخاص الأعلى منك, حتى عند تقصيرهم. وفي النهاية, ستحوز على ثقة كلا الجانبين, كما ستكون في موضع أفضل لتحقيق أهدافك.
"أن تحظى بثقة الآخرين خير لك من أن تحظى بحبهم." – جورج ماكدونالد
• عدم التقيد بالمعايير والمقاييس:
العمل الإبداعي عمل ذا جودة عالية, وإنه لمن الصعب في بعض الأوقات تحديد ما إن كان المنتج مطابقًا للأهداف الأساسية, فذلك غالبًا ما يكون مسألة رأي. ومن الممكن أن تكون المقاييس صعبة عند تكوينها وأشد صعوبة في تطبيقها ومتابعتها. ولكن لا يمكنك تجاهل مقاييس العمل, وعليك أن توضح توقعاتك وتبينها للفريق, كما يلزمك أن تكون ثابتًا في طلبك اتباعهم للمقاييس.
"كن مقياسًا للجودة، فبعض الناس ليسوا معتادين على بيئة يكون التميز فيها متوقعًا." –ستيف جوبز
• التمحور حول الموظفين:
المقصود هو التركيز باستمرار على الموظفين وهم يعملون، هذا يشير إلى انعدام الثقة, و قد يقود إلى الاعتماد المطلق على تعليقاتك, أو أسوأ من ذلك قد يؤدي إلى تدني الأداء أو قلة التفكير. لو كنت تستمتع بكونك جزء من الأعمال فهذا رائع, ولكن ينبغي عليك تكوين بعض المعايير حتى يشعر فريقك بالثقة والإذن بالتجربة وتحمل المخاطر البسيطة بين الفينة والأخرى. ولن تحصل على أفضل الأعمال من فريقك لو شعروا أنك خلفهم طوال الوقت.
"القائد يأخذ الناس حيث يريدون أن يذهبوا، ولكن القائد العظيم يأخذهم حيث يجب أن يكونوا. "- روزالين كارتر
هذه بعض الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها القادة. وأخيراً الإدارة تتمثل في تأسيس ساحة العمل, ووضع القوانين, وتوضيح آليات النجاح, و إطلاق العنان للفريق لعمل ما ينبغي عليهم عمله. لذا تجنب هذه الأخطاء الشائعة حتى لا تقف في طريق إبداع فريقك!