ينتاب عالمنا المعاصر العديد من التغيرات والتطورات المتسارعة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وما تفرزه من مشكلات وتحديات على معارفنا وقيمنا التي يفترض العمل معها بصورة نقدية صحيحة.
لذلك يتطلب الأمر اكتسابنا مهارات التفكير العليا القائمة على التحليل والتطبيق والتقويم، وذلك من خلال أن نتعلم كيف نفكر وكيف نحلل وكيف ننقد، وبالتالي نتمكن من مواجهة ما قد يصادفنا من مواقف ومشكلات وتحديات مختلفة في حياتنا اليومية. ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بقضية التفكير بعامة والتفكير الناقد بخاصة من قبلنا التي تصب نفعها لجميع مراحل العمر وظروف الحياة.
"الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار". (سورة آل عمران، الآية 191).
تعريف التفكير الناقد:
الحُكم الحذِر والمتأني لما ينبغي علينا قبوله أو رفضه، أو تأجيل البت فيه حول مطلب ما أو قضية معينة، مع توفر درجة من الثقة لما نقبله أو نرفضه.
أهم مهارات التفكير الناقد:
أولاً: التحليل (Analyzing):
تجزئة المعلومات إلى الأجزاء التي يتكون منها الموقف، وذلك بالقراءة وفهم الموضوع والنظر بشمول لأجزائه مع تحديد الأجزاء الرئيسية، ثم تحديد الاستنتاجات والتوصل إلى تحليلات مقبولة مرتبطة بالموضوع.
ثانياً: التقويم (Assessing):
القدرة على إصدار حكم على عمل، أو موقف، أو شخص ما، وفقاً لمعايير معينة. ويكون ذلك من خلال الإلمام بجميع المعلومات المتعلقة بالموضوع، ووضع قائمة للمعايير التي يتم في ضوئها التقويم، ثم تحويل الأحكام الكيفية التي تم التوصل إليها إلى أحكام كمية.
ثالثاً: الاستنباط (Deducing):
القدرة على التوصل من الكل إلى الجزء، ومن العموميات إلى الخصوصيات، ومن القواعد إلى التطبيقات، بالتركيز على عرض القاعدة أو القانون العلمي وتحليله للتعرف على خصائصه.
رابعاً: الاستقراء (Inducting):
استعراض أمثلة كثيرة لمفهوم واحد، أو حالات عديدة من قاعدة واحدة للوصول إلى المفهوم أو القاعدة أو القانون والاستفادة من مهارة الاستنباط للتأكد من صحة الاستقراء.
خامساً: الاستدلال (Reasoning):
عملية ذهنية تتضمن وضع الحقائق أو المعلومات بطريقة منظمة، بحيث تؤدي إلى استنتاج، أو قرار، أو حل لمشكلة.
وذلك من خلال تنظيم المعلومات للتوصل إلى استنتاجات صحيحة، ثم تقديم أكثر عدد من الأدلة على صحتها.
القدرات اللازمة للتفكير الناقد :
• الدقة في ملاحظة الوقائع و الأحداث.
• تقييم موضوعي للمواضيع و القضايا.
• القدرة على استخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة.
• توافر الموضوعية لدى الفرد و البعد عن العوامل الشخصية.
كيف ننمي التفكير الناقد؟
1. إثارة الاهتمام بقضايا ممتعة و حقيقية، من خلال استخدام مواد ونشاطات وأسئلة مثيرة لتحفيز التفكير.
2. تجميع المعلومات الموثوقة وتوفير الأجهزة و المواد اللازمة لاستخدامها.
3. السعي الحثيث للوصول إلى استنتاجات يمكننا التوصل إليها بأنفسنا و تكوينها.
4. طرح أسئلة عميقة متفحصة لذوي الخبرة والتخصص دعماً لأفكار وفرضيات واستنتاجات توصلنا إليها.
5. اختيار قدوة ملهمة مهتمة، محبة للاستطلاع، ناقدة، مبدعة، متعاطفة.