مقالات
 
   
   
 
 

 
 
share on facebook   Tweet    
 
 
 
 
 

الابتكار ليس منتجات جديدة فقط !

الكاتب:
فيجاي جوفينداراجان وجوتن ديساي
 


عقلية الابتكار لا تقتصر على المنتجات الجديدة فحسب، فبعض المنظمات تستغرق وقتاً طويلاً لابتكار المنتجات، مما جعلها ضعيفة في الابتكار في المجالات الأخرى. 

على سبيل المثال: في عام 2010، قامت مايكروسوفت، إحدى أفضل مبتكري المنتجات في العالم على مدى العقدين الماضيين، بإطلاق هاتف اجتماعي يدعى "كِن"؛ إلا أن المنتج كان كارثةً كبيرة، ففي غضون ستة أسابيع من إطلاقه، أُغلقت مجموعة المنتج بأكملها، و طبقاً لتقارير الأرباح، فقد تكبدت مايكروسوفت خسائراً تقدر بـ 240 مليون دولار على الأقل.


مما يثير التساؤل: كيف يمكن لشركة مطورة للمنتجات بهذا الوزن والقدر أن تتهاوى بهذه السرعة؟ في الأوضاع الحالية هذه الأيام، يمكننا القول بأن هذا أمر يحدث لأفضل الشركات والمنظمات..
فمعظم المنظمات تركز على بناء  مايدفع للابتكارات قصيرة المدى؛ ولكن الميزة التنافسية لمعظم المنتجات أنها قليلة الاستدامة ولا تحقق أرباحاً على الإطلاق، وحتى أولئك الذين تمكنوا من تحقيقها، فسرعان ما يأتي المنافس ملغياً بذلك الفوائد طويلة المدى؛ والنتيجة: استثمار هائل في تطوير المنتجات، ولكن من دون عائدٍ ملائم يوازي ماتم إنفاقه من جهد وطاقة ومال. 


و لتحقيق نمو مستدام، ينبغي على الشركات أن تجمع بين ابتكار المنتجات و ابتكارات كل من: نموذج العمل، و سير العملية، والخدمة.
وللنبوغ بشركة ما، فإن ذلك يتطلب تكريسا للجهود في عملية صنع الأفكار النافعة وتسويقها؛ وهذا النوع من الالتزام في عملية الابتكار، يعتبر الطريق المضمون لتحقيق التميز الهادف والدائم، وهو كذلك يتطلب عقلية ثنائية: القدرة التنظيمية لإيصال نتائج على المدى القريب ، وفي الوقت ذاته، الاستعداد لنتائج دائمة الازدهار عاماً بعد عام.


العقبات والمخاطر

بناء على عملنا الميداني مع شركات "غلوبال 2000"، فقد توصلنا إلى خمسِ عقباتٍ من الممكن أن تواجه المنظمات التي بصدد تحقيق عقليات ثنائية:

1- غياب العقليات اللازمة لحصد وإدارة الأفكار العظيمة:  كان لدى سوني الأفكار والكفاءة الهندسية لتصميم أول بديل لجهاز الآيبود بيد انها لم تتمكن من تسويق هذه الافكار وذلك بسبب مشاكلها الداخلية.

2- وجود خلل في عناصر استثمار الابتكارات أو انعدامها: ففي مجال أي بيئةٍ انتاجية، تتنافس المنظمات على نفس الموارد المالية وهذا يؤدي إلى ازدواجية تنتج عدم الكفاءة والتبديد. فالتحدي لا يكمن في كون المؤسسة تعاني من عدم كفاية الموارد للاستثمار في الابتكار، وإنما التحدي يكون في إيجاد المكان الأنسب لتوجيه الاستثمار بجدارة.

3- الموارد البشرية غير المستغلة والمنفصلة عن إمكانات المؤسسة الإبداعية: حين تصبح المؤسسات ضخمة، فإن التغيير والتنفيذ يصبحان أبطأ في معظم الأحيان، مما يؤدي إلى افتقار الدافعية، وكلما كبرت المنظمة، كلماً أصبحت بطيئةً في ركوب المخاطر والخروج بتجاربٍ جديدة.

4- المنتجات واسعة النطاق وإمكانيات التوصيل اللتان تقومان بإضعاف التركيز على الفرص الجديدة: حيث أن  المزودين يقومون ببذل قصارى جهودهم لتلبية  احتياجات شريحة كبيرة ومتنوعة من العملاء.

5- معتقدات المنظمات التقليدية المتشبثة بالماضي والتي تنبذ مسألة ركوب المخاطر: فلكل منظمة ذكرياتها التنظيمية والتي من الممكن أن تؤدي إلى الاعتداد بالنفس وتعيق الابتكار والحلول التطويرية الخارجة عن الصندوق. 

تتمتع المنظمات الكبرى بمصادر، ومواهب أكثر، إضافة إلى سوق ذي نطاق أكبر من المنظمات حديثة العهد، ولكننا غالباً ما نرى المبتدئين الجدد يدخلون السوق، وبعد فترة قصيرة يصبحون هم المسيطرين، فلماذا يحدث ذلك؟ لأن قادة المنظمات الكبرى لم يقوموا إلا بالقليل لإزالة المعوِقات والمخاطر أعلاه، فهم يفتقرون إلى نية ابتكارٍ واضحة.


نية الابتكار

تجيب نية الابتكار على السؤال، "ما الأمر الذي سيعطيني إياه الابتكار ولا أجده عند أي شيء آخر؟". 
 
وهذه خمسة مؤشرات لنية ابتكار صحيحة:
1. يعتبر الابتكار علامة فارقة من أجل النمو طويل المدى والنجاح.
2. يعد الابتكار جزءاً بالفعل في الرؤية الاستراتيجية والقيم المحددة، وتوجد رغبة ملحة لجعله جزءا من عمل الجميع.
3. وجود إشراف سليم من الطاقم الإداري على الابتكارات والاستثمارات الاستراتيجية.
4. وجود توازن بين الابتكار ومحركات الأداء.
5. يلتزم القادة الكبار بإعطاء صورة نموذجية لسلوكيات الابتكار على الرغم من تعرضهم للضغط.


وللمساعدة في توضيح نية الابتكار، قم بطرح هذه الاسئلة على كبار القادة لديك:
1. كم هي أعلى نسبة  من التكاليف التي يمكننا ادخارها في عملنا الحالي؟ وهل تستحق المدخرات المتزايدة الوقت الذي قضاه المدراء؟
2. ماهي أعلى نقطة نمو من الممكن التوصل إليها في عملنا الحالي؟ وهل تكاليف اكتساب العملاء الجدد في صعود؟
3. للحصول على أرباح ضخمة، كم عدد تكتيكات زيادة حصص الأسهم غير تلك التي جُربت بالفعل؟ 
4. كم عدد عمليات الاندماج والاستحواذ التي من الممكن استيعابها قبل تبديل نموذج العمل وفقدان التركيز الاستراتيجي؟
5. كيف يختلف نموذج العمل والقيم المقترحة التي يقدمها عن غيرها في السوق؟

لابد أن تكون نية الابتكار واضحة تماماً للجميع في منظمتك، وخاصة المقدمة، إن نية الابتكار مرتبطة بشكل كبير باستراتيجية العمل ، إذا صُممت بالشكل الصحيح.  



 

المراجع:

 http://blogs.hbr.org/2013/09/innovation-isnt-just-about-new-products/

 
 
عدد التعليقات 0
3675
 

التصنيف:
إرشاد
 
كلمات البحث:
 

Cannot create an object of type 'System.Int32' from its string representation 'AllNewsCommentsUserControl1' for the 'Id' property. 
at System.Web.UI.TemplateParser.ParseString(String text, VirtualPath virtualPath, Encoding fileEncoding) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseFile(String physicalPath, VirtualPath virtualPath) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseInternal() at System.Web.UI.TemplateParser.Parse() at System.Web.Compilation.BaseTemplateBuildProvider.get_CodeCompilerType() at System.Web.Compilation.BuildProvider.GetCompilerTypeFromBuildProvider(BuildProvider buildProvider) at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.ProcessBuildProviders() at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.PerformBuild() at System.Web.Compilation.BuildManager.CompileWebFile(VirtualPath virtualPath) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultInternal(VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultWithNoAssert(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResult(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.UI.TemplateControl.LoadControl(VirtualPath virtualPath) at MawhibaMainWebPart.MawhibaMainWebPart.loadUserControl()
 مقالات مرتبطة