هل تجد نفسك في أكثر الأحيان عالقا في روتنين جاف عند محاولتك الإبداع؟ هل تجد نفسك في بحث دائم عن تلك الفكرة التي ستمنحك الترقية التي طالما إنتظرتها؟ غالبا ما يجد الموظفين أنفسهم في صراع مع الإبداع. هل هذه الميزة الأساسية ميزة فطرية أم هل يمكن إكتسابها و تنميتها؟
عرف الدكتور (روبرت ستيانبرغ) الإبداع ب"عملية إنتاج شئ أصلي يستحق التعب" في كتابة المنشور في عام 2004 تحت عنوان (كريتفيتي أند ذا باور تو ريلايزيشن). لا ينحصر الإبداع عند الفنانين و الموسيقين و الكتاب و المخرجين كما ينص العرف السائد بل هو "مهارة" أساسية و مشتركة عند الجميع يجب تنميتها على نحو يومي في الصعيدين الشخصي و المهني.
إنها من الأخبار التي تبعث الراحة في النفس عندما نسمع أن الإبداع يأتي من تلقاء نفسه! لا يعد حضور الدورات التدريبية الخاصة أو الأشتراك بحصص مكثفة لتعليم كيفية الإبداع أمرا ضروريا؛ إنه يظهر ببساطة في لحظة معينة بشرط تواجد الظروف و البيئة المناسبة لتنميته. إنه مهارة تتخطى جميع الحدود التي تتعلق بالعمرأو الجنس أو الطبقة الإجتماعية أو الخبرة. لكل فرد عامل الحق و القدرة على الإبداع حينما يلزم نفسه في تنمية قدارته الإبداعية الفردية. وضع الأهداف و طلب المساعدة عند الحاجة و الحفاظ على بيئة مساعدة و تخصيص مدة محددة من الزمن كل يوم لتطوير الإبداع الفردي جميعها معايير جيدة لتنمية هذه الميزة الأساسية
يقع الإبداع في الطرف الأيمن من الدماغ إلى جانب الأحاسيس و المشاعر و العوطف بينما يقع كل من المنطق و الرياضيات في الطرف الأيسر منه (الجزء التحليلي الذي يستخدمه الموظفين في مكان العمل أكثر الوقت). ينسى الموظفون أنهم قادرون على تشغيل كل من الطرفين بتناغم حيث يمكن دفع الإبداع بإستخدام الكمية المناسبة من المحفز المناسب، المحفز الذي يجعل من الموظفين نجوما في وظائفهم.
ها هي أربع خطوات ضرورية لتنمية مهارات الإبداع :
• تخصيص الوقت للإبداع: قرر متى تريد أن تنفرد بنفسك و بأفكارك
• أبعد كل المؤثرات السلبية: أيضا تخلص من الأفكار المقللة من قيمتك الذاتية التي قد تعتنقها. تذكر دائما أنه لا يوجد ما يسمى فكرة سيئة. ثق بنفسك. أنت تمتلك القدرة على الخروج بأفكار إبداعية تستطيع تصفيتها في الفترة التي تكون صافي .الذهن و مرتاح
• العصف الذهني: يساعد العصف الذهني على توليد أكبر عدد من الأفكار. تستطيع عند إنتهائك من حصة العصف الذهني القيام بتصفية الأفكار و دراستها حتى تخرج منها بأفضل نتيجة
• شارك أفكارك: شارك أفكارك مع الإدارة العليا أو نظرائك أو أصدقائك أو زملائك و أطلب الحصول على النقد البناء
أمازلت غير قادر على الإبداع في أثناء عملك؟
• أزل جميع القوائم و الرسوم البيانية و جداول المواعيد من أمامك و ضعها جانبا (لكن بمتناول اليد طبعا). إستبدل تلك الأشياء بصور تبعث الراحة و السعادة في نفسك (صور الأحباء، الطبيعة... إلى آخره) و التي تعمل على ترييح ذهنك من الضعط الذي يتصارع معه يوميا
• أحط نفسك بالألوان. يحفز اللون البرتقالي الإبداع و هذه حقيقة معروفة جدا! قم بإحاطة نفسك بهذا اللون
• ضع سمعاتك على أذنيك و أنصت إلى الموسقى المريحة حيث يعمل ذلك على تحريك الطرف الأيمن من دماغك و يعمل على إراحة الطرف الأيسر لفترة من الزمن
• إستخدم قلم رصاص عند تدوينك لملاحظات و أفكار حصة العصف الذهني و ليس قلم حبر، لأن النظر إلى الكتابة المكتوبة بقلم رصاص أسهل من النظر إلى نظيرتها المكتوبة بقلم الحبر كما يسهل تعديلها و إستيعابها
• إلتزم بالإبداع خارج مكان العمل أيضا حيث سينعكس ذلك مباشرة على إبداعك في مكان العمل؛ أرسم، إنحت، إزرع النباتات. إبحث عن الطمأنينة و سيباغتك الإبداع من كافة النواحي في العمل و خارجه
أخيرا و ليس آخرا، تذكر أن الإبداع هي عادة ذهنية يمكن تقويتها مع التمرين. إن الحصول عليها ممكن و هي بمتناول الجميع!مرن و نمي مهاراتك الإبداعية و إحصد نتائج جهودك
"يأتي الإبداع عندما تكون مرتاحا و مستمتعا في اللحظة التي تعيشها. و عندما يأتي سيجلب معه أفكارا ستهز عالمك" , هكذا قال (روبن شارما) واحد من أشهر الخبراء في مجالات القيادة و النجاح الشخصي و الأكثر طلبا عليهم