من السهل أن يُفتتن المرء بما تعد به المبادرة في الأعمال، وبإغراء أن يصبح مدير نفسه. لكن من الممكن أن يكون صعباً على المبادر المحتمل أن يحدد نوع المنتجات أو الخدمات التي سيزودهما. فعليه أن يأخذ في اعتباره عوامل عديدة تشمل: السوق المحتملة لفكرته، المنافسة، الموارد المالية، والمهارات والاهتمامات الفردية للمبادر. وبعد ذلك يصبح من المهم طرح السؤال التالي: لماذا يجب على مستهلك أن يقرر شراء السلع أو الخدمات من هذه الشركة الجديدة؟
عامل مهم هو الفرادة الخاصة للفكرة، حيث تستطيع فرادة الفكرة أن تساعد في تسهيل إدخال منتج جديد أو خدمة جديدة إلى السوق، وتجعل أي مشروع يتفوق على منافسيه. ومن الأفضل تجنب إتباع استراتيجية لإدخال المنتج إلى السوق تستند إلى الثمن المنخفض فقط، حيث تميل المشاريع الجديدة لأن تكون صغيرة الحجم والشركات الكبيرة تملك عادة أفضلية تخفيض التكاليف من خلال إنتاج كميات كبيرة.
يميز المبادرون الناجحون في أحيان كثيرة مشاريعهم من خلال الممايزة، ومواصفات الجزء المحدد من السوق، والابتكار.
والممايزة هي محاولة لفصل منتج أو خدمة الشركة الجديدة عن منافسيها. وعندما تكون الممايزة ناجحة يكون المنتج الجديد أو الخدمة الجديدة أقل تأثراً نسبياً من ناحية تقلبات الأسعار، لأن الزبائن يقدرون النوعية التي تجعل المنتج فريداً، بحسب أمريكا دوت غوف.
من الجائز أن يكون المنتج مماثلاً من الوجهة الوظيفية للمنتج الذي يطرحه المنافسون، ولكنه يملك مزايا تستطيع إن تجعل تشغيله أحسن، مثلاً، قد يكون أصغر حجماً، أخف وزناً، أسهل للاستعمال والتركيب، وغير ذلك. في العام 1982، بدأت شركة كومباك كمبيوتر تنافس شركتي الكمبيوتر آبل وآي بي أم (IBM). كان الإنتاج الأول للشركة كمبيوتراً شخصياً من قطعة واحدة مزود بمقبض. وكانت فكرة الكمبيوتر المحمول جديدة وناجحة للغاية.
مواصفات السوق المناسبة المحددة هي محاولة لتزويد منتج يلبي أو خدمة تلبي حاجات مجموعة فرعية معينة من الزبائن. من خلال التركيز على قطاع في السوق ضيق إلى حدٍ ما، قد يلبي المشروع الجديد حاجات الزبائن أفضل مما يستطيع المنافسون الأكبر حجماً ان يفعلوه.
قد تؤدي التغييرات في خصائص السكان إلى خلق فرص تخدم الأسواق المناسبة المحددة. أحد قطاعات السوق المتنامية في الدول المتطورة يشمل الناس في سن أكبر من 65 عاماً. تشمل الأسواق المحددة الأخرى مجموعات تحددها الاهتمامات أو أساليب الحياة، مثل المتحمسين للياقة البدنية، وهواة المغامرة في السفر، والوالدين العاملين. وبالفعل يتخصص بعض المبادرين في صنع وجبات عشاء "بيتية الصنع" يستطيع الوالدان العاملان مجرد تسخينها وتناولها.
الابتكار هو ربما الخاصية الأكثر تحديداً للمبادرة. الخبير في الأعمال وصاحب الرؤية بيت راف دروكر، فسر الابتكار على أنه "تغيير يخلق بعداً جديداً من الأداء". هناك نوعان رئيسيان لابتكار المنتجات. العمل الرائد أو الابتكار الجذري، الذي يجسد اختراقاً تكنولوجياً أو المنتج الجديد في كل العالم. الابتكارات الإضافية هي تعديلات على المنتجات الموجودة.
ولكن يحصل الابتكار في كافة أوجه الأعمال، من عمليات التصنيع إلى سياسة تحديد الأسعار. القرار الذي اتخذه توم موناغان في أواخر الستينيات من القرن الماضي بتأسيس مطعم دومينو للبيتزا على أساس التسليم إلى المنزل والقرار الذي اتخذه جيف بيزوس عام 1995 لإطلاق موقع أمازون على الإنترنت Amazon.com كمكتبة تعمل بشكل كامل على الإنترنت يمثلان نموذجين لاستراتيجيات التوزيع المبتكرة التي أحدثت ثورة في السوق.
في أحيان كثيرة يبتكر مبادرون في الأعمال في دول أقل نمواً من خلال تقليد وتكييف منتجات ابتكرت في دول متطورة. وقد أطلق دروكر على هذه العملية "التقليد الخلاّق". يحصل التقليد الخلاق في أي وقت يفهم فيه المقلدون كيف يمكنهم تطبيق الابتكار، واستعماله، أو بيعه في سوقهم الخاصة بشكل أفضل مما يستطيع المبتكرون الأصليون القيام به.
الابتكار، التمايز و/أو مواصفات السوق المحددة هي استراتيجيات فعالة تساعد المشروع الجديد على جذب الزبائن والبدء بتحقيق المبيعات.