مقالات
 
   
   
 
 

 
 
share on facebook   Tweet    
 
 
 
 
 

البيئة المدرسية وسط مشجع للإبداع

الكاتب:
فريق تحرير البوابة
 

ارتبطت عملية نجاح التعليم بالمدرسة والمعلم منذ عشرات السنين، وأصبح المعلم قيمة اجتماعية وأخلاقية يؤثر بشكل مباشر في مخرجات التعليم ويسهم في حركة التنمية المستدامة داخل المجتمع، ولاشك في أن الدور الذي يقوم به المعلم من الأدوار المهمة جداً بحكم أنه يؤثر في دافعية الطلبة داخل الصفوف (Cristopher,Gorham,1995)، فهو على سبيل المثال يحرص على إيجاد الطرق التي توجه انتباه التلميذ وطاقته نحو التحصيل المدرسي، ويركز المختصون في علم النفس التربوي على دافعية التلميذ للتعلّم المرتبطة بتأثير الآخرين ومن بينهم  المعلمون، كما أن التدخل الفوري للمعلم في المواقف الصفية له علاقة بدافعية التحصيل (Orpen,1994).

وقام (Cristopher,Gorham,1992) بدراسة طبقت على عينة تكونت من 308 طلاب أتضح أن 61% منهم ينسبون الدافعية إلى الحالة الشخصية أو السلوك الشخصي، و20% ينسبونها إلى سلوك المعلم، و19% ينسبونها إلى تصميم الدرس والحالة التي يُطرح فيها، وفي الدراسة نفسها وعند تحليل إجابات الطلبة فيما يتعلق بالعوامل المثبطة للدافعية أتضح أن 37% من الطلبة ينسبون الدافعية إلى طريقة التدريس، و34% إلى سلوك المعلمين، و29%إلى العوامل الشخصية. من هنا تشير بعض الدراسات إلى أن الطلبة الذين إختاروا ترك المدرسة والتسرب منها سجلوا علاقة ضعيفة مع معلميهم كأحد أسباب ترك المدرسة.
ونستنتج من الدراسات أن تأثير المعلم في مستوى الدافعية ومدى تقبله لعملية التعليم، تتشكل من خلال سلوك المعلم وخبرته ضمن البيئة الصفية المشجعة، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى المؤثرة من أهمها:

  • مفهوم الذات الخاص بالتحصيل.
  • نوع البيئة التعليمية.
  • الرغبة في التخصص في مجال معين.
  • توقعات النجاح.
  • تنوع النشاطات الصيفية.
  • اندماج  التلميذ وتفاعله.  (Gorham, Millette,1997)

ويقضي الطالب أكثر 50% من وقته اليومي في المدرسة –إذا استثنينا ساعات النوم- وبالتالي يجب استثمار هذه النسبة بشكل جيد من خلال حسن اختيار المدرسة التي توفر بيئة محفزة ومناسبة لتنمية الإبداع والتفكير عن طريق مايلي:

  • الإيمان بأهمية تنمية وتعليم التفكير والعمل على تحقيق ذلك.
  • اعتماد مفهومي التفكير والإبداع محورا أساسياً في تنفيذ المنهاج المدرسي بحيث يعمل الجميع على نشر تعليم هذه المفاهيم بين الطلبة.
  • تحقيق ممارسة الطلبة لعمليات التفكير والتعلم في أجواء تتسم بحرية التعبير، ومناخ تربوي سليم تسوده علاقات طيبة مبنية على التقدير والاحترام، بعيدة عن الخوف والقلق، بين المعلم والطالب والمعلم والمدير.

ويرى (Costa، 1985) أن هناك اعتقادا موروثاً مفاده أن في مقدور كل إنسان أن ينمي قدراته العقلية، ويعمل على تطويرها باستمرار من خلال ما يواجهه في حياته من تجارب وما يكتسبه من خبرات. وأصبح تعليم التفكير، حالياً هدفاً عاماً وحقاً لكل إنسان في هذا الوجود بغض النظر عن مستواه العقلي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، أو العرق أو اللون أو الدين الذي ينتمي إليه، عادياً كان أو موهوباً،  ثرياً أم فقيراً.
منذ الستينيات من القرن الماضي تقريباً، تزايد الاهتمام بنوعية التعليم في كثير من دول العالم المتقدمة، وخاصة الولايات المتحدة التي حرصت على إعادة النظر في التعليم المدرسي وتوجيهه نحوى تنمية مهارات التفكير، والقدرة على التفكير لدى طلبة المدارس، وتعالت الأصوات خلال العقود الماضية، وصارت تعرف بحركة تعليم التفكير أو التعليم من أجل التفكير، ويرتبط نجاح الطالب في دراسته الأكاديمية بدرجة إتقانه لمهارات التعلم الأساسية مثل: القراءة والكتابة ومهارات الحساب، من أجل التأسيس لمرحلة مستقبلية، حيث أن تعلم اللغة وإتقان مهارات التعلم الأساسية تعد من الأدوات الأساسيات للتفكير. وبالمقابل أصبحت القدرة على التفكير الجيد هي الأصل لدراسة أي مبحث، أو القيام بأي عمل مهما كان ومن هذا المنطلق، فإن على المدرسة أن تعلّم التفكير وتعمل على تطوير القدرات العقلية والإبداعية لدى التلاميذ.
 ومن أجل توفير البيئة الصّفية اللازمة لنجاح عملية تعليم التفكير وتنمية الإبداع  يجب تنفيذ بعض الإستراتيجيات الأساسية لضمان ذلك، ومن أهمها:

  • تنمية ثقة الطفل بنفسه وقدراته الفكرية ومساعدته على توصيفها.
  • تجنب استخدام الألفاظ المحبطة للتفكير واستبدالها بجمل تحفيزية مثل (محاولة جيدة، اقتربت من الإجابة الصحيحة).
  • الاستماع والتقبل لأفكار الطالب وتقبلها بغض النظر عن اقتناع المعلم بها.
  • احترام الفروق الفردية والتنوع بين الطلبة، والانفتاح على الأفكار الجديدة والفريدة التي تصدر عنهم.
  • منح الطالب الوقت الكافي للتفكير في المهمات أو النشاطات التعليمية.
  •  الإكثار من استخدام ألفاظ وتعبيرات ترتبط بمهارات التفكير الإبداعي لترسيخ منهجية علمية للمناقشة والاستدلال.
  • تشجيع التعلّم النشط المرتكز على تفاعل الطلبة والابتعاد عن التعلّم التقليدي والروتيني داخل الصفوف، الذي يعتمد في أغلب الأحيان على قيام الطالب بدور المستمع أي الاكتفاء بدور التلقي.

تعد الأنشطة المدرسية ركناً أساسياً في عملية التعليم، إذا تساعد الطالب على اكتشاف مواهبه وإطلاقها، كذلك من المهم توظيف المواد المدرسية بما يخدم العملية التعليمية، ويجعلها تخرج من إطار النظريات المجردة في جو مرن بعيد عن قيود الصف الدراسي، وغالباّ ما ترتبط الأنشطة بأهداف المدرسة ومقوماتها، وتأني متكاملة مع البرنامج التعليمي، ومن أجل رفع كفاءة التعلّم والتعليم للتأثير الإيجابي في العملية التربوية بشكل عام، ومن مميزات الأنشطة المدرسية أنها تحفز الطلبة على الإقبال عليها بتلقائية ورغبة شديدة، وبالتالي يمكن تصميم الأنشطة ضمن البرامج التعليمية والعمل على تحقيق الأهداف التربوية.

ولا أحد ينكر أهمية النشاط الطلابي  في بناء الفرد عقلياً ونفسياً وجسدياً واجتماعياً، لدوره في إبراز جوانب الموهبة والإبداع لدى الطلبة وتشكيل الحس الاجتماعي والتواصل مع فئات المجتمع وتحمل المسؤولية والتفكير المبدع، بالتالي يشكل ملامح الشخصية ويسهم في تطويرها، لذلك أُطلق العديد من المسميات على النشاط المدرسي من أهمها:

  • أنشطة الفصل الإضافية.
  • أنشطة خارج الصف.
  • أنشطة منهجية مصاحبة.
  • أنشطة طلابية.
  • أنشطة مدرسية.
  • أنشطة منهجية إضافية.  

من جملة أهداف الأنشطة المدرسية:

  •  التأثير الإيجابي في شخصية الطالب.
  •  المساهمة في إظهار مواهب الطلبة والعمل على تنميتها.
  • ربط الحياة المدرسية بالحياة الاجتماعية.
  •  غرس أسس التخطيط والتنظيم وروح التعاون بشخصية الطالب.
  • تعليم الطالب كيفية الاستفادة من أوقات الفراغ بما يفيد عقولهم وأجسامهم.

وحتى لانحصر إنجاح عملية التعليم المدرسي في المعلم والصف، يجب التطرق للقيادة الإدارية القادرة على توفير بيئة إبداعية للطالب والمدرس والمرشد الطلابي، لإيجاد جو تواصلي يخدم البرامج العامة لوزارة التربية والتعليم وينتج عقولا فاعلة في المجتمع، ومن جملة الشروط التي يجب أن تتوفر في وظيفة مدير المدرسة: هي أن تكون له القدرة على تشكيل فريق العمل الناجح، اعتماداّ على أسس علمية ومراعاة الخبرة في نفس المجال، والتواصل الإيجابي لقيادة المدرسة مع المؤسسات المجتمعية على المستوى المحلي والإقليمي والحرص على زيارة المدارس، للإطلاع على التجارب الحديثة في عملية التعلم،  ومعرفة أحدث تقنيات التعليم الجديدة للاستفادة منها. كذلك التنمية المهنية للمدرسين والمشرفين وكل المؤثرين بالعملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة لتطوير مهاراتهم، والأهم من ذلك وضع إستراتيجية لتطبيق المقررات السنوية مع المدرسين ومراقبة تنفيذها خلال السنة الدراسية، للتأكد من إتمام المناهج التربوية خلال العام الدراسي، وأي تقصير من أحد الأطراف يعرض الطالب في السنة القادمة لقصور في متابعة برامج أكثر تعقيداً.

ولكي تنجح المدرسة في مسارها ضمن حركة تعلّيم التفكير، على جميع العاملين في المدرسة من مرشدين، ومعلمين، وموجهين، وإداريين، الإيمان بأن المدرسة موطن للعقل، تبعث على التفكير وتحفز الإبداع، وتنمي الموهبة فالبيئة المدرسية المشجعة تخلق معلمين يتبنون التفكير داخل الصفوف لتشجيع الإبداع والتميز و تنشئة جيلاً واعداً يدعم التقدم الحضاري للأمة.

 

 

المراجع:

د. السرور، ناديا هايل. (2005). تعليم التفكير في المنهج المدرسي. عمان: دار وائل للنشر والتوزيع.

د. الشيخ، حسن  محمود. (2008). الأساليب المشجعة على دافعية التحصيل لدى التلاميذ.(5-3-2008) www.technology.zaghost.net

القاضي، عدنان. (2008). الطلبة الموهوبين في الصفوف العادية (28-02-2008).tarbawa.maktoobblog.com.

 


 

 
عدد التعليقات 5
10857
 

التصنيف:
مهارة
 

Cannot create an object of type 'System.Int32' from its string representation 'AllNewsCommentsUserControl1' for the 'Id' property. 
at System.Web.UI.TemplateParser.ParseString(String text, VirtualPath virtualPath, Encoding fileEncoding) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseFile(String physicalPath, VirtualPath virtualPath) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseInternal() at System.Web.UI.TemplateParser.Parse() at System.Web.Compilation.BaseTemplateBuildProvider.get_CodeCompilerType() at System.Web.Compilation.BuildProvider.GetCompilerTypeFromBuildProvider(BuildProvider buildProvider) at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.ProcessBuildProviders() at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.PerformBuild() at System.Web.Compilation.BuildManager.CompileWebFile(VirtualPath virtualPath) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultInternal(VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultWithNoAssert(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResult(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.UI.TemplateControl.LoadControl(VirtualPath virtualPath) at MawhibaMainWebPart.MawhibaMainWebPart.loadUserControl()