مقالات
 
   
   
 
 

 
 
share on facebook   Tweet    
 
 
 
 
 

برامج الأنشطة اللا صفية

الكاتب:
فريق تحرير البوابة
 

تعمل البرامج اللاصفية على إثراء خبرات الطالب الموهوب التعليمية خارج إطار المدرسة والحدود الجغرافية وطلاب الصف المعتاد، الأمر الذي يتيح للطالب الموهوب فرصة التفاعل مع مجتمع أكبر، والتعرف على المدرسين والخبراء والطلاب الموهوبين الآخرين من خارج نطاق مدرسته. كذلك تشكل بعض هذه البرامج حلقة وصل بين الطلاب الموهوبين وأفراد آخرين مؤهلين قادرين على دعمهم اجتماعياً، الأمر الذي يدفعهم نحو التعلم والانجاز وتجاوز التحديات.
إن برامج الأنشطة اللاصفية الخاصة بالموهوبين تفتح أفاق جديدة للطلاب وتكسبهم الثقة والاستقلالية وتقدير الذات من خلال خلق بيئة محفزة للتعاون والتنافس، كما أنها تحسن الكفاءة في التعلم والأداء، وتقدم خبرات في التدريب على حل المشاكل. كذلك فإن الالتحاق بمثل هذه البرامج يساعد في زيادة قدرة الطلبة الاستيعابية وتساعدهم على اكتساب أهم المهارات الحياتية كمهارات الاتصال الفعال ومهارات التفاعل ضمن فريق العمل، كما تعمل على توسيع دائرة العلاقات الشخصية للطلبة الموهوبين. إضافة إلى ذلك فإنها تجمع روادها من الموهوبين بقرنائهم الموهوبين الآخرين، الأمر الذي يشجعهم على التنافس والعمل نحو مراحل متقدمة من الإنجاز.
أما من الناحية الأكاديمية فإن مثل هذه البرامج تساعد على توسيع مدارك الموهوبين في مجال الثقافة العامة والثقافة المتخصصة بحسب طبيعة البرنامج، كما تساعدهم على رفع أهدافهم التربوية. أيضاَ فإن هذه البرامج تطور الموهوبين من الناحية الأكاديمية من خلال إشراكهم في تحديات أكاديمية مختلفة عن التحديات التقليدية التي تتيحها البرامج المعتادة داخل المدرسة.

أنواع البرامج والأنشطة اللاصفية الموجهة للموهوبين:
برامج نهاية الأسبوع:
تتنوع برامج نهاية الأسبوع بحسب طبيعة أنشطتها، فإما أن تكون برامج ثابتة بواقع يوم واحد في نهاية كل أسبوع مثل يوم الخميس أو السبت، وذلك بحسب نظام عطلة نهاية الأسبوع، وإما أن تكون برامج قصيرة، أي بواقع يومين والتي تمثل إجازة نهاية الأسبوع على أن تقام بين الحين والآخر، وكلا النوعين لهما جمهورهما الخاص وطبيعتهما الخاصة.
الأندية اللا صفية:
تشكل هذه الأندية مجال متميز لتحفيز طاقات الموهوبين خارج إطار الصف العادي، والذي يلزمهم بمنهج معين وطريقة تجاوب معينة. في حين أن الأندية عادةً تتشكَّل بناء على حاجات الطلبة، وتتم صياغة رؤيتها وإستراتيجياتها بناء على كيفية تلبية هذه الحاجات، ولذلك فإن إدارة النادي والإشراف عليه عادة ما يتشكل من الوسط الطلابي نفسه. من أمثلة هذه الأندية؛ النادي الصحفي، ونادي القراءة، والنادي الكشفي، وغيرها.
البرامج الصيفية:
تلعب البرامج الصيفية دورا كبيراً في تنمية الطلبة الموهوبين سواء من الناحية الأكاديمية أو من الناحية الشخصية والمهارية بحسب طبيعة البرنامج، وهي أكثر البرامج اللاصفية تأثيراً لأنها الأكثر تركيزاً لاسيما وأنها تنعقد في فترة يكون الطالب فيها متفرغاً إلى حد ما وهي فترة الإجازة الصيفية.
وعلى الرغم مما تعكسه مثل هذه البرامج على الطالب من نتائج إيجابية، إلا أنه لازال هناك بعض الاعتقادات الشائعة التي تحتاج إلى حلٍ وتقويم؛ فبعض الطلبة قد يعتقدون أن هذه البرامج مملة جداً وجادة جداً. أما البعض الآخر يعتقد بأنها خاصة بالعباقرة والأذكياء جداً، وآخرون يرون أنها مكلفة كثيراً؛ لذلك فإنه يُفترض على القائمين على هذه البرامج أن يراعوا حاجة الطلبة إلى جو تعليمي مرح في بعض الأحيان يختلف عن الأجواء المدرسية، وإن كان أكثر جدية، وذلك تشجيعاً للطلبة على الالتحاق بمثل هذه البرامج التي تتطلب منهم في المقابل التخلي عن فترة إجازتهم الصيفية. أما فيما يتعلق بتفاوت المستويات واعتقاد البعض أنها مخصصة للأذكياء والعباقرة فقط، فإن بإمكان القائمين على هذه البرامج والأنشطة أن يكثروا من عدد الخيارات المتاحة للأنشطة بحسب طبيعة الفئات الملتحقة من الطلبة ومستوياتهم واحتياجاتهم، على أن يكون لكل مجال من الاختيارات في البرنامج اختبارات متخصصة لتحديد مستويات الطلبة ، وأن يخضع الطالب لتقييم منطقي واقعي من قبل المشرفين على النشاط قبل أن يلتحق بالبرنامج.
من جهة أخرى، فإن بإمكان القائمين أيضا على هذه البرامج تقديم منح طلابية لمن يتميزون بمواهب معينة، وذلك لتحفيز الطلاب على التنافس، ولإتاحة الفرصة لمن لا يملك قيمة الاشتراك في هذه البرامج الفرصة أن يلتحق بها مجاناً.

المسابقات:
تعد المسابقات الموجهة بيئة تنافسية جيدة لما تكسبه للطلبة من تجارب، خاصة إذا كانت مخططة على أسس سليمة، فهذا النوع من البرامج يُدرب الطلبة على تقبل الخسارة والتنافس والإصرار على النجاح أمام التحديات والصبر، إضافة إلى ما تعلمهم إياه من مهارات البحث عن المعلومة، والتفكير الجيد والتدريب على مهارات التفكير الإبداعي.
مثل هذه المسابقات من شأنها أن تسعد الطلبة الموهوبين وتكسبهم الثقة، أما من يخسر فيها فلا شك أنها ستكون تجربة يستفيد منها في حياته.

خصائص برامج الأنشطة اللاصفية:
لا بد أن تتم دراسة طبيعة البرامج اللاصفية وما يقدم بها وفقا للفئة المستهدفة وحاجتها حتى تتحقق الرؤية المأمولة من وراء إعداد هذه البرامج، كما يجب أن تتم مراعاة عنصر التجديد والتنويع بهدف جذب الطلبة واستقطابهم، إضافة إلى ذلك فإن عنصر الترفيه والترويح عنصر مهم لزيادة فاعلية البرنامج، مع عدم إغفال جانب التطبيقات المهارية والأنشطة التفاعلية لما تعكسه من نتائج إيجابية على شخصية الطلبة الموهوبين.
وبما أن هذه البرامج مهمتها أولاً وأخيراً تلبية حاجات الطلبة، فإن بعضها يأتي متخصصاً في مجال معين كاللغة أو الفنون أو العلوم  بدرجة لا تتيحها مناهج المدرسة أو الجامعة، أما بعضها الآخر فإنها تأتي تكميلية لمناهج الثانوية العامة أو الجامعية بهدف التسريع العلمي.

فوائد الأنشطة اللاصفية الموجهة للموهوبين:
وحول جدوى وفاعلية هذه الأنشطة اللاصفية، أثبتت الدراسات أن الالتحاق بمثل هذه البرامج يزيد من تقدير الطالب لذاته ويزيد من توقعاته حول قدراته ويدفعه نحو إنجاز أكبر، حيث أسفر مسح استطلاعي تم على شريحة من الطلبة الملتحقين بهذه البرامج بأن معظم الطلبة تزيد قدراتهم الأكاديمية  ويتعزز لديهم التقدير الإيجابي لذواتهم من خلال تفاعلهم مع طلبة موهوبين أكبر منهم خلال فترة البرنامج الأمر الذي يجعلهم يشعرون بأنهم يشبهونهم في شخصياتهم.
ومما يجب التنبيه عليه هو أن الطالب حين يعود من هذه البرامج قد يشعر بمدى فقر البرامج التعليمية المعتادة التي تقدمها المدرسة مقارنة بما تعلمه في الأنشطة اللاصفية، وقد لا يتأقلم بسهولة في بداية الأمر، إلا أن هذه المشكلة تعتبر مسألة وقت فقط  بعدها سيعود الطالب للتفاعل مع الجو المدرسي، رغم الاختلاف الذي طرأ على شخصيته والأبعاد الجديدة التي أصبح يرى به الأمور.
وقطعاً لم يبقى سوى التذكير بأهمية مثل هذه البرامج في شغل أوقات فراغ الطلبة الموهوبين واستثمار طاقاتهم الإبداعية بصورة إيجابية منتجة ومحفزة، كذلك تعد هذه الأنشطة مُكَمِّلة لدور المدرسة والجامعة في التعليم بصورة ما، فإما أن تكون أكثر تطبيقاً وترفيهاً وإما أن تكون أكثر تخصصاً وتعمقاً بحسب ما يخدم حاجات الطالب، وعليه فلا بد على الطالب الموهوب من الاستقصاء حول طبيعة هذه البرامج وأهدافها قبل الالتحاق بها، ليتأكد من مدى مناسبتها لما يتطلبه ويسعى إليه.

 

المراجع:

Karnes, F. A., & Stephens, K. R. (2008). Achieving Excellence: Educating the Gifted and Talented,(chapter:12) Upper Saddle River,New Jersey: Pearson Merrill Prentice Hall.

Susan Rakow, P. (2005). Educating Gifted Students in Middle School,(chapter:9) United States of America: Prufrock Press, Inc.

 

 
عدد التعليقات 20
29122
 

التصنيف:
برامج الموهوب
 

Cannot create an object of type 'System.Int32' from its string representation 'AllNewsCommentsUserControl1' for the 'Id' property. 
at System.Web.UI.TemplateParser.ParseString(String text, VirtualPath virtualPath, Encoding fileEncoding) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseFile(String physicalPath, VirtualPath virtualPath) at System.Web.UI.TemplateParser.ParseInternal() at System.Web.UI.TemplateParser.Parse() at System.Web.Compilation.BaseTemplateBuildProvider.get_CodeCompilerType() at System.Web.Compilation.BuildProvider.GetCompilerTypeFromBuildProvider(BuildProvider buildProvider) at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.ProcessBuildProviders() at System.Web.Compilation.BuildProvidersCompiler.PerformBuild() at System.Web.Compilation.BuildManager.CompileWebFile(VirtualPath virtualPath) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultInternal(VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResultWithNoAssert(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean throwIfNotFound, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.Compilation.BuildManager.GetVPathBuildResult(HttpContext context, VirtualPath virtualPath, Boolean noBuild, Boolean allowCrossApp, Boolean allowBuildInPrecompile, Boolean ensureIsUpToDate) at System.Web.UI.TemplateControl.LoadControl(VirtualPath virtualPath) at MawhibaMainWebPart.MawhibaMainWebPart.loadUserControl()
 مقالات مرتبطة